الرئيسية » أفغانستان دولة فقيرة تخفي في أرضها معادن قيمتها أكثر من تريليون دولار

أفغانستان دولة فقيرة تخفي في أرضها معادن قيمتها أكثر من تريليون دولار

لا يمكن أبداً التقليل من أهمية أفغانستان على صعيد الثروات الطبيعية التي تعتبرُ قيمتها كبيرة جداً. وفعلياً، فإنّ البلاد بعد سقوطها بيد “طالبان” قد تصبح مشرّعة أمام دول أخرى تسعى لاستغلال تلك الثروات، وعلى رأسها الصين وروسيا.

وتبلغ مساحة أفغانستان نحو 65,2230 كيلومترا مربعا، ولها حدود مشتركة مع باكستان وإيران وتركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان والصين. ومع ذلك فإنها دولة حبيسة، بلا سواحل.

ويقول العلماء إنه على الرغم من كونها واحدة من أفقر دول العالم، إلا أن أفغانستان قد تكون قابعة فوق واحد من أغنى الكنوز الدفينة من المعادن في العالم، تبلغ قيمته أكثر من تريليون دولار.

مقدرات مالية ضخمة
وتشيرُ البيانات إلى أن المعادن الأرضية النادرة في أفغانستان تقدر قيمتها بما يتراوح بين 1 تريليون دولار و 3 تريليونات دولار في العام 2020، وفقاً لتقرير نشر في مجلة “The Diplomat”.

وأدى المسح الجيولوجي للبلاد إلى اكتشاف كميات كبيرة من الحديد والنحاس بالإضافة إلى كمية هامة من الليثيوم. كذلك، توجد في أفغانستان كميات كبيرة من معدن النيوبيوم، وهي مادة حيوية في تصنيع الفولاذ المقوى.

ومع هذا، تمتلك أفغَانستان عناصر أرضية نادرة مثل اللانثانم والسيريوم والنيوديميوم وعروق الألمنيوم والذهب والفضة والزنك والزئبق, وتُستخدم العناصر الأرضية النادرة في كل شيء من الإلكترونيات إلى السيارات الكهربائية والأقمار الصناعية والطائرات.

وبدأت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية بتفقد الموارد المعدنية في أفغَانستان، بعد أن أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بحركة “طالبان” من السلطة عام 2004.

وفي العام 2006، توجه باحثون أميركيون عبر كثير من البعثات لإجراء بحوث عن المغناطيسية الأرضية هناك، وعن الجاذبية، كما قاموا بعمل مسوحات فوق الأراضي الأفغانية.

وكشف المسح الجوي أن أفغَانستان تمتلك 60 مليون طن من النحاس و 2.2 مليار طن من خام الحديد، و 1.4 مليون طن من العناصر الأرضية النادرة مثل اللانثانم، السيزيوم والنيوديميوم، والألومنيوم والذهب والفضة والزنك والزئبق والليثيوم .

وعلى سبيل المثال، تبلغ قيمة مخزونات كربونات الكالسيوم في إقليم هلمند وحده 89 مليار دولار، كما هو الحال مع العناصر الأرضية النادرة الأخرى.

وفي العام 2010، جذبت بيانات البعثات العلمية انتباه الإدارة الأمريكية USGS، التي كانت مكلفة بإعادة بناء أفغَانستان، وقدرت الإدارة الموارد المعدنية بقيمة 908 مليار دولار، بينما كانت تقديرات الحكومة الأفغانية 3 تريليون دولار، وفق ما ذكرت شبكة “nbcnews”

وتستخدم تلك المعادن في الصناعات عالية التقنية، بما في ذلك الهواتف الذكية، والطائرات الحـ.ـربية، والمكونات الداخلة في كافة الأجهزة الإلكترونية المتقدمة تقريباً.

ومن الجدير بالذكر بصفة خاصة، أن تلك المعادن ضرورية للغاية في العديد من تقانات الطاقة النظيفة المتوقع ظهورها في المجال العام خلال العـ.ـقد الحالي.

وفي عام 2009 اتهم مسؤولون أميركيون وزير المعادن الأفغاني بقبول رشوة بثلاثين مليون دولار من الصين لمنحها حقوق تطوير منجم النحاس الذي تملكه في أفغانستان. وقد تم تغيير الوزير إثر ذلك.

في الوقت نفسه يخشى المسؤولون الأميركيون أن تسعى الصين إلى السيطرة على عملية تنمية الثروة المعدنية في أفغانستان مما يغضب الولايات المتحدة بسبب استثماراتها الضخمة في المنطقة.

ويقول مسؤولون أميركيون إنه بعد حصولها على امتياز استغلال منجم أيناك في ولاية لوغر بأفغانستان، فإن من الواضح أن الصين تريد المزيد.

 

وكالات