قناة CNN
من على متن محطفة الفضاء الدولية، نشر رائد الفضاء الفرنسي، توماس بيسكيت، صورة من المملكة العربية السعودية والتي تبرز نظام الري المحوري بإحدى مناطقها الزراعية، واصفًا المشهد من الفضاء بأنه بمثابة “غزو” شخصية ألعاب الفيديو الشهيرة “باك مان” Pac Man.
Des champs agricoles dans le désert : on dirait une collection de vinyles géants… ou alors c’est une invasion de Pacman ? 😨
.
A sight we see often while flying over 🌍: peas in the desert, a Pacman invasion, or Earth’s record collection? #CropArt #MissionAlpha pic.twitter.com/N6rNWcqJa5— Thomas Pesquet (@Thom_astro) August 31, 2021
وشارك بيسكيت الصور عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث علق في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر” : “مشهد نراه كثيرًا أثناء التحليق فوق كوكبنا، أهي حبات بازلاء في الصحراء، أم غزو باك مان، أم مجموعة أقراص مضغوطة خاصة بالأرض؟”
وأوضح رائد الفضاء الفرنسي، في منشور عبر حسابه بموقع تبادل الصور “انستغرام”، أن هذه الأشكال الدائرية، وموقعها في السعودية، هي مساحات زراعية، حيث تستخدم المياه الأحفورية التي تضخ من عمق كيلومترات تحت سطح الأرض وتنتشر إلى المحاصيل من المحور في شكل دائري.
وأضاف بيسكيت في تعليقه على المنشور : “في المناطق التي تندر فيها المياه العذبة، تعد هذه طريقة لزراعة الغذاء، الذي يعتمد على المياه للازدهار، مثل جميع أشكال الحياة”.
وأشار بيسكيت إلى أنه رغم أن موقع الأشكال الدائرية يبدو عشوائيًا، إلا أنه يتبع مواقع الخزانات الجوفية.
ويُعد نظام الري المحوري، الذي يمتد على شكل أذرع تدور حول المحور لري المساحات الزراعية الكبيرة، الأكثر استخدامًا بالمملكة، وفقًا لتقرير وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية.
ومؤخرًا، نشر بيسكيت صورة للعاصمة السعودية، الرياض، التي تبرز أضواء ساطعة في الليل، مشيرًا إلى بقعة مظلمة وسط الصورة أثارت حيرته، وعلق عليها قائلًا: “الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية تبرز في الليل بأضوائها الساطعة، البقعة المظلمة في وسط المدينة لافتة، ولكنني لا أعلم بالضبط ما هي”.
اقرأ أيضاً: علماء آثار: شبه الجزيرة العربية كانت مساحات خضراء قبل 400 ألف سنة
كشفت دراسة علمية جديدة أن شبه الجزيرة العربية، لم تكن صحراء قاحلة بل كانت عبارة عن مساحات خضراء وواحات من المياه وكانت هناك هجرات بشرية من أفريقيا قبل نحو 400 ألف سنة.
وتوصلت الدراسة إلى أن “شبه الجزيرة العربية المعروفة حاليا بمناخها الصحراوي وارتفاع دراجات الحرارة فيها، كانت قبل 400 ألف عاما بمثابة بوابة خضراء لإنسان العصر الحجري، بحسب وكالة “سبوتنيك”.
ووفقا لما نشرته مجلة “ساينس نيوز” العلمية، فإن “الدراسة تبرهن أن الأمطار الموسمية المتجمعة بشكل دوري حولت شمال شبه الجزيرة العربية إلى واحة مياه، مما أوجد فرصا للبشر أو أقاربهم منذ زمن بعيد للتجول عبر منطقة مفترق الطرق هذه من شمال أفريقيا وحتى جنوب غرب آسيا”.
كما أثبتت الدراسة “قدوم خمس هجرات بشرية من أفريقيا إلى الجزيرة العربية، يعود أقدمها إلى حوالي 400 ألف سنة وأحدثها إلى 55 ألف سنة مضت”.
وادّعت الدّراسة أن “هذه الأمطار هي التفسير لوجود سلسلة من خمسة قيعان بحيرات قديمة مختلفةالتواجد الزمني (العمر)، كل واحدة تحتوي على أدوات حجرية مميزة، تم اكتشافها في موقع شمال المملكة العربية السعودية يسمى “خال عميشان 4″، والتي كانت مرتبطة بفترات ما قبل التاريخ، عندما كان المناخ أكثر رطوبة مما هو عليه اليوم.
بالإضافة إلى ما أسفرت عنه عمليات التنقيب من اكتشاف أحافير لفرس النهر والماشية البرية وحيوانات أخرى، والبشر كذلك.
وبالتالي أشارت الدراسة وإلى أنه يجب أن تكون هذه المخلوقات قد هاجرت إلى المنطقة على طول البحيرات البعلية، الأراضي الخصبة و الأنهار. ونوّهت الدراسة إلى أن “تاريخ أقدم الأدوات الحجرية في شبه الجزيرة العربية يرجع إلى ما لا يقل عن 300 ألف سنة، وبغض النظر عن اكتشاف أقدم دليل معروف على تواجد البشر في شبه الجزيرة العربية، فإن الاكتشافات الجديدة تُظهر لأول مرة أن المجموعات البشرية البدائية كانت تسافر إلى هناك عندما كانت الظروف المناخية أكثر رطوبة.
وبحسب عالم الآثار، هاو غراوكت فإنه “على الرغم من عدم اليقين بشأن أن أي من البشر وصلوا إلى موقع “خال عميشان 4″، حين كانت المساحات خضراء، فإن الأدوات المكتشفة هناك تبدو عمومًا أشبه بالأدوات الأفريقية القديمة التي تشبه القطع الأثرية المكتشفة سابقًا في جنوب شبه الجزيرة العربية، أو في مواقع شرق البحر الأبيض المتوسط”.
وقال دونالد هينري، عالم الأركيولوجيا (عالم آثار) والذي لم يشارك في الدراسة: “إن الهجرات من أفريقيا تبدو الآن على الأرجح أنها اجتازت شمال الجزيرة العربية بدلاً من عبور البحر الأحمر الضيق إلى جنوب شبه الجزيرة العربية، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها ممر رئيسي للبشر القدامى”.