كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن بدء الأعمال الإنشائية لمشروع “ذا لاين” بمدينة نيوم السعودية العملاقة على شواطئ البحر الأحمر.
وبحسب ما نقل موقع “باراميتريك أرتكتشر” عن “سور إيرث”، أظهرت الصور التي التقطت بطائرة بدون طيار في أكتوبر أساطيل من الجرافات والشاحنات والحفارات وهي تعمل على الأساسات بموقع مدينة “ذا لاين”.
“وذا لاين” هي المدينة السكنية الرئيسية في مشروع نيوم الذي يعتبر جزءا أساسيا في خطة التحول الوطني للمملكة “رؤية 2030” لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط.
بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، تعكس تصاميم “ذا لاين” بيئة خالية من الشوارع والسيارات والانبعاثات، وتسهم في المحافظة على 95 بالمئة من أراضي نيوم للطبيعة، وتعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100 بالمئة لجعل صحة الإنسان ورفاهيته أولوية مطلقة بدلا من أولوية النقل والبنية التحتية كما في المدن التقليدية.
الحفارات باللون الأحمر في موقع ذا لاين المضلل بالأصفر
وذكر موقع ” باراميتريك أرتكتشر” أن لقطات الأقمار الصناعية يمكن رؤيتها على “سور إيرث”، لكن المنطقة ذاتها لا تظهر على خرائط “غوغل إيرث”. وأثار الموقع تساؤلات بشأن ما يمكن لتقنية الأقمار الصناعية عالية الدقة الوصول إليه من عدمه.
وقال الموقع إنه إذا لم يظهر أكبر موقع بناء حضري على هذا الكوكب على خرائط “غوغل”، فما الذي لا يمكننا رؤيته أيضا؟
كان موقع “إم آي تي تكنولوجي ريفيو” قد نشر الصور من قبل “سور إيرث، وهي شركة أسترالية ناشئة تجمع صور الأقمار الصناعية وخرائط رقمية عبر الإنترنت.
وأشارت اللقطات إلى أن العمال قد حفروا بالفعل حوالي 26 مليون متر مكعب من الأرض والصخور – أي 78 ضعف حجم برج خليفة الأطول في العالم.
الأعمال الإنشائية تبدو في مدينة ذا لاين بنيوم
تحصل غوغل على صور الأقمار الصناعية الخاصة بها من مجموعة من مقدمي الخدمات، بما في ذلك الأقمار الصناعية الحكومية مثل “لاند سات” في الولايات المتحدة و”سينتال 2″ التابع للاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى مزودي الخدمات التجارية مثل “ماكسار” و”بلانيت”.
بينما كانت الصور ذات الدقة المنخفضة من “لاند سات” و”سينتال 2″ متاحة للتنزيل، مما يؤكد حدوث بعض أنشطة البناء، يبدو أن شركة خاصة واحدة على الأقل قد توقفت عن التقاط صور عالية الدقة لموقع “ذا لاين” في وقت ما في شهر مارس قبل شهر واحد من بدء الأعمال، بحسب موقع “إم آي تي تكنولوجي ريفيو”.
ويتمثل أحد الاستخدامات التجارية الرئيسية لصور الأقمار الصناعية في مساعدة الشركات على فهم كيفية أداء منافسيها أو البلدان بأكملها في السوق العالمية، فعلى سبيل المثال معرفة “عدد الرافعات النشطة في أفق مانهاتن الآن أو عدد ناقلات النفط في الميناء”، حسبما قال جامون فان دين هوك، وهو أستاذ الجغرافيا بجامعة ولاية أوريغون.
وقال دين هوك: “إذا لم تكن هناك صور ماكسار في منطقة تشهد استثمارًا اقتصاديًا سريعًا، فإن شيئًا مريبًا يحدث”.
ومع ذلك، تبدو الآراء متضاربة في هذا الشأن دون أن يتفق الخبراء على تفسير واضح. وقال أستاذ الجغرافيا بجامعة وستمنستر في لندن، دوغ سبيخت، “رد فعلي الفوري هو أن لا أحد يزعج نفسه بالدقة العالية؛ لأنها (منطقة) تقع في وسط صحراء وأن الصور عالية الدقة مكلفة للغاية لامتلاكها وتوزيعها”.
ومن أهم مواصفات مدينة “ذا لاين” أن عرضها يبلغ 200 متر فقط على امتداد 170 كيلو مترا وارتفاعٍ يبلغ 500 متر فوق سطح البحر.
وستُبنى المدينة على مساحة لا تتجاوز 34 كيلو متراً مربعاً وستتسع لنحو 9 ملايين نسمة، وهو أمر غير مسبوق تماماً في مدنٍ بهذا الحجم.
وقال كبير مديري المكتب الإخباري في شركة ماكسار، ستيفن وود، “ليس لدينا أي صور حديثة عالية الدقة تم جمعها في هذه المناطق”.
وأضاف أن الشركة تركز في المقام الأول على مجالات اهتمام عملائها، ولكن “عندما يتوفر لدينا وقت التصوير، سنجمع مناطق أخرى كجزء من مهمتنا الشاملة لتحديث العالم بأسره باستمرار بصور عالية الدقة.
وأوضح: “نميل إلى التركيز أولا على تلك المناطق التي تُظهر أكبر قدر من التغيير، ولكننا سنملأ تلك المناطق الأخرى من العالم أيضا”.
المصدر: الحرة