الأضحى الثالث على التوالي هذا الذي يمر على السوريين في ثورتهم المظلومة ومعه تزداد معاناتهم المستمرة على مدىثلاث أعوام ترتفع فيها معدلات الفقر والبطالة على شكل متوالية حسابية كلما طال عمر الثورة , للعيد لدى السوريين نكهته الخاصة هي ( الموت والجوع ) بعدما حل بهم ما حل من فقر وتشرد وتهجير ممنهج من ديارهم وأوطانهم وباتوا ينتظرون بصيص أمل ينقذهم مما هم فيه أو يخفف عنهم تارة أعباء الحياة المتثاقلة دائماً وبكل تفاصيلها , السوريون كما المسلمون عامة في شتى أصقاع الأرض يحتفلون بعيدهم الأضحى وينحرون الأضاحي تقرباً من الله وإستناناً بسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ولكن هذه الشعيرة أصبحت مستحيلة في ظل الإرتفاع الكبير للإسعار حيث بلغت سعر الأضحية الواحدة ما يعادل 300 دولار كمعدل وسطي وهو ما يعجز عنه عامة الشعب السوري في المناطق المحررة وبالتالي تصبح الوجبة الرئيسة في العيد لدى الفقراء خالية من اللحم الذي يعتبر رمزاً إحتفالياً في هذا اليوم العظيم .
يقول الحاج حميد وهو لحام يعمل في المناطق المحررة أن إرتفاع الأسعار الكبير للحوم قلص من تداولها في الأسواق بشكل ملحوظ وباتت مادة ثانوية لحوالي 90 بالمئة من عامة الناس في المناطق المحررة حيث بلغت الأسعار معدلات قياسية وتضاعفت عشرة مرات عن سابق عهدها , ويقول هنا تأتي أهمية المبادرة التي أطلقتها عدت جمعيات خيرية للأضحى السوري حيث وفرت مادة اللحم للعائلات السورية المحرومة والتي لا تستطيع أن تشتري لإنعدام قدرتها الشرائية .
وعن هذه المبادرة حدثنا الأستاذ أحمد الخطيب مدير مؤسسة التوحيد للإغاثة التي تكفلت توزيع ما يقارب 550 أضحية وزعت على الأسر المحتاجة وذوي الشهداء والعوائل التي فقدت معيلها في الثورة السورية .
ويقول الخطيب أن هذه الفعالية تأتي بالآثر الكبير خصوصاً في هذا اليوم وتزرع البسمة في وجوه الأسر المحتاجة وأطفالها وتخفف من آلامهم في هذا اليوم المبارك وبدورنا نتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في هذا المشروع من جمعيات ومؤسسات وأفراد جزاهم الله عنا كل خير وذكر الخطيب في معرض حديثه عدت جهات ساهمت في هذا المشروع وهي رابطة أبناء الشام التنموية بإشراف الدكتور عصام عويد وجمعية إمداد للإغاثة والدعوة بإشراف الشيخ محمد جاسم السليطي وجمعية دانز فينري من تركيا وجمعية الإي هاها وتجمع السلام بإشراف الشيخ عدنان العرعور والجمعية السورية للإغاثة والتنمية , كل هذه الجهات مشكورة على ما قدمته وما ساهمت به .
أما عن الفئات المستهدفة أثناء توزيع حصص لحوم الأضاحي يقول علاء أحد العاملين في مؤسسة التوحيد للإغاثة , يوزع قسم كبير من اللحوم كمرحلة أولى على الأسر الفقيرة من المدنيين وعوائل الشهداء ويذهب قسم آخر كمرحلة ثانية للمقاتلين على الجبهات وذلك بالقدر الذي يكفي كلا الطرفين .
خالد الخطيب