الرئيسية » سجن الراعي المركزي واقع وتحديات

سجن الراعي المركزي واقع وتحديات

               

كان لزاماً على  الثوار إنشاء سجن موحد في المناطق المحررة التي أصبحت تحت سيطرتهم تزامناً مع دخولهم لحلب المدينة وتوسعهم السريع في المحافظة والمنطقة الشمالية ككل .


تم إنشاء هذا السجن برعاية لواء التوحيد وقد لقي إهتماماً كبيراً من قيادته وأصبح سجناً جامعً لكل المعتقلين في حلب وريفها تضع فيه أغلب الألوية والكتائب العاملة في المحافظة سجنائها من مختلف الجنح والجرائم.


حاولت الإدارات المتعاقبة التي مرت على السجن تحسين وتطوير آليات العمل فيه بحيث تتناسب مع المواثيق والمعاهدات المتعارف عليه دولياً بما يخص شروط المكان والإقامة المناسبة والتي تأخذ بعين الإعتبار النواحي الصحية والمعاشية والإنسانية بشكل عام , وكذلك ما يخص نزاهة وحيادية القضاء وتطبيق الأحكام القانونية بما يتناسب مع الجرائم المرتكبة ودوافع فاعليها .


أصبح سجن الراعي اليوم تابعاً للجبهة الإسلامية والتي أصبح لواء التوحيد أحد المكونات الأساسية فيها وقد حظي سجن الراعي في هذا الوقت بكادر إداري جديد تمت هيكلته لعدة أقسام ومكاتب هي ( المكتب الأمني – المكتب المالي والإداري – المكتب الصحي – ومكتب رعاية السجناء والأنشطة ) , وقد لمست خلال زيارتي للسجن الحماسة الكبيرة لدى الإدارة والعمل الدؤوب للنهوض بالسجن بشتى المجالات الخدمية والإدارية والقضائية وتحسين ظروف المساجين النفسية والمادية .

وقد تحدث أبو رائد مدير السجن عن الكثير من الأنشطة  والخدمات التي قدمتها إدارة السجن خلال فترة قياسية وهي :

– تم إفتتاح فصل تعليمي خاص بالسجناء الذين لا يعرفون القراءة والكتابة وتم تجهيز قاعة خاصة بكامل المعدات اللازمة من مقاعد وسبورة وتدفئة وغيرها من الحاجيات الضرورية كذلك تم التعاقد مع معلمين لهذه الغاية من خارج السجن .

– كذلك تم تجهيز الباحة الرئيسية للسجن والتي تبلغ مساحتها حوالي 1500 متر مربع لكي تكون ملاعب رياضية ( كرة سلة وطائرة وكرة قدم )  , حيث ترغب إدارة السجن تحويل المتنفس الذي يحصل عليه السجناء إلى نشاط رياضي يخفف من الضغط النفسي الذي يعيشونه .

– أما الرعاية الصحية فقد كان لها نصيب جيد من الإهتمام حيث تم تجهيز قسم خاص تتوفر فيه بعض الأجهزة الضرورية للإسعافات الأولية وبعض الأدوية اللازمة والملحة , وتم التعاقد مع طبيب للقيام بهذه المهمة في السجن .

– كما تم إنشاء ورشة حدادة تستوعب أصحاب الخبرة والمهارة في هذه المهنة من السجناء بحيث تحفزهم العوائد المادية لتحسين سلوكياتهم وتقويم العادات التي أدت إلى الإنحراف , كذلك نوه مدير السجن إلى مشروع آخر هو قيد الإنشاء وسيستوعب عدد لا بأس به من أصحاب مهنة أخرى .

رغم كل الجهود المبذولة لتطوير السجن من كل النواحي إلا أن هناك الكثير من الصعوبات والمعوقات التي تواجهها إدارة السجن وتبرز النواحي المالية كعائق أساسي ومهم حيث يستوعب السجن أعداد هائلة من الناس من مختلف الجنح والذي يشكل عبئ إقتصادي حقيقي على الإدارة التي تسعى جاهدة لتحسين الحال إلى الأفضل .

وعن سؤالي هل هناك سجناء غير مسجلين ( مكتومين ) لديكم ؟ أجاب السيد أبو رائد ربما كانت هذه الظاهرة موجودة سابقاً وبالأخص في الفترة التي كنا قد دخلنا فيها مدينة حلب حديثاً وحررنا جزء كبير منها , كان التكتم لأسباب أمنية تتعلق بإستجرار الشبيحة والمتعاملين مع قوات النظام , أما الآن لا يوجد لدينا ولا سجين مكتوم أو ليس لديه إسم في سجلاتنا , فالكل هنا لهم ملفات خاصة ومفصلة عن الجنحة المرتكبة ونتائج التحقيقات وهناك سجلات كاملة بكل نزلاء السجن .

هل زيارات السجناء مسموحة ؟ أم أنها محددة ولسجناء دون غيرهم ؟ وماذا عن السجناء الذين لا يستطيع ذويهم زيارتهم ربما لبعد المسافة أو بسبب الخوف ؟

بالنسبة للزيارات هي مسموحة ولا نفرق بين السجناء , وبمجرد إنتهاء التحقيقات وإصدار الحكم يستطيع السجين تلقي الزيارات وقد حدد يوم في كل أسبوع لهذه الغاية .

أما بالنسبة للسجناء من المحافظات والطوائف المختلفة والذين لا يستطيع أهليهم زيارتهم ربما بسبب البعد في المسافة أو الخوف وعدم قدرتهم على المخاطرة , يسمح للسجين بمكالمتهم هاتفياً والإطمئنان عليهم كما يمكنهم إرسال رسائل إطمئنان  والتواصل معنا على الصفحة الخاصة بالسجن على مواقع التواصل الإجتماعي .

هل يسمح  للسجناء بإدخال الأطعمة والحاجيات المقدمة من زوارهم ؟ وما هي نوعية الحواج المسموح بها ؟ 

يسمح بإدخال كل شيئ ما عدا المواد السائلة كالزيت أو العصائر التي تحشى بالعادة بالحبوب المخدرة والهيروين , كما يمنع إدخال الأدوية والعقاقير المخدرة والحبوب ( حبوب الوش ) والمسكرات , أما غير ذلك فهو مسموح ولا ضير في ذلك .

هل يضم السجن سجناء من مختلف الجنح ؟ وهل هناك هيئة قضائية خاصة تصدر الأحكام ؟

لدينا في السجن من كل الجنح والمخالفات ( التعاطي – التهريب – السرقة – الجرائم الأخلاقية – التعامل والتخابر مع قوات النظام – الشبيحة – المشاجرات – كذلك هناك عناصر من الجيش الحر بقضايا تتعلق بالفساد ومخالفة الأوامر ).

كما يوجد لدينا هيئة قضائية  شرعية تنظر في القضايا المقدمة لها وتستمع للشهادات وتتطلع على نتائج التحقيقات الخاصة بكل سجين ويتم من خلالها إصدار الأحكام المختلفة وتطبيقها من قبل إدارة السجن .