أطلق تحليل نشره موقع ” أويل برايس” المتخصص بشؤون الطاقة والاقتصاد، تحذيرا من خطر حدوث “نقص” في كميات الغاز الطبيعي خلال موسم الشتاء المقبل.
وأضاف أن ما نشهده حاليا في سوق الغاز “لم نشهد له مثيلا منذ عدة سنوات”، وذلك بعد أعوام من الإمدادات الرخيصة من الغاز.
ويعزو التحليل المخاوف من نقص إمدادات الغاز إلى عوامل أساسية مثل: نقص الحفر وقلة الاستثمار في مصادر التوريد الجديدة، إضافة إلى: ضبط رأس المال من جانب المنتجين والتحول نحو تخصيص رأسمال الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن واقع أسواق الغاز حاليا كان متوقعا، حيث تضاعفت أسعار الغاز بنحو ثلاث مرات على أساس سنوي.
أسباب الإرباك
وأوضح التحليل أن أحد أسباب الإرباك في سوق الغاز، هو التوجهات الأوربية، في الاعتماد أكثر على الطاقة النظيفة، واعتبار ثاني اوكسيد الكربون على أنه غاز غير مستحب، حيث تم الاعتماد بشكل أكبر على طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء بدلا من استخدام الغاز.
وخلال صيف 2021 ارتفع الطلب على الغاز حيث لم تكن طاقة الرياح كافية لتوليد الكهرباء، وهذا ما أثر على إمدادات الغاز الضئيلة حول العالم، وفق تقرير نشرته صحيفة وال ستريت جورنال.
وتسبب هذا الأمر في صدمة في أسعار الكهرباء، والتي قد تحدث صدمة خلال موسم الشتاء في بريطانيا، حيث شهدت وستشهد أسعار الكهرباء ارتفاعات أكثر حدة.
ورغم كل هذا فقد قام الأوروبيون بتثبيط إنتاج الغاز من خلال فرض ضرائب على الكربون.
ويتوقع أن يعيد الانخفاض الحاد في الإنتاج في المنطقة الأوروبية إلى تعريف مشهد الطاقة وأسعارها، خاصة بعد خفض الإنتاج في حقل جرونينجن الذي يعتمد عليه كثيرا لإيصال الغاز للقارة الأوروبية.
الأوضاع في الولايات المتحدة ربما تعتبر أفضل مما هي عليه في أوروبا، حيث يظهر تقرير تخزين الغاز الأسبوعي “أننا ما زلنا أقل بنسبة 8 في المئة من متوسط السنوات الخمس الماضية”.
وفي الوقت ذاته فقد تقلصت الإمدادات إما بسبب التراجع في الحفر الصخري أو الإغلاقات بسبب أحداث الطقس التي أغلقت بعضها آبارا رئيسية لتوريد الإمدادات المطلوبة.
كل هذا يشير إلى تغير في مشهد الطاقة المحيطة بالغاز خلال العام الماضي، فالامدادات شحيحة والمنتجون مترددون في تخصيص رأسمال جديد للحفر، ولهذا ستكون النتيجة ارتفاعا في أسعار الغاز في المستقبل.
ترجمة: الحرة