الرئيسية » حفاظاً على البيئة.. أوروبا تتجه لتوحيد شواحن الهواتف المحمولة

حفاظاً على البيئة.. أوروبا تتجه لتوحيد شواحن الهواتف المحمولة

تسعى المفوضية الأوروبية لتوحيد أجهزة شحن الهواتف المحمولة وسائر الأجهزة الكهربائية الصغيرة من خلال الاعتماد على نموذج Usb Type C الموحّد، دفاعا عن حقوق المستهلك والبيئة، وفق مشروع قانون كُشف عنه الخميس، وأثار معارضة مجموعة Apple الأميركية – التي تستخدم نوعًا آخر لشحن هواتفها.

2.8 مليار دولار

تؤكد المفوضية الأوروبية أن المستهلكين الأوروبيين الذين ينفقون حاليا حوالي 2.4 مليار يورو (2.8 مليار دولار) سنويا لشراء أجهزة شحن، يمكن أن يوفروا بفضل هذه الخطوة 250 مليون يورو (293.6 مليون دولار) سنويا، كما أن المخلفات المرتبطة بالشواحن غير المستخدمة والمقدرة بحوالي 11 ألف طن سنويا، قد تتقلص بواقع 1000 طن.

كذلك تؤكد المفوضية الأوروبية أنها تحافظ على الابتكار التقني، خصوصا على صعيد تكنولوجيا الشحن اللاسلكي المستثناة من مشروع المذكرة باعتبار أنها لا تزال قيد التطوير في السوق.

توحيد منافذ الشحن

ترمي المذكرة المقترحة من المفوضية الأوروبية والتي لا يزال يتعين موافقة أعضاء البرلمان الأوروبي ودول الاتحاد عليها، إلى توحيد منافذ الشحن المستخدمة للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والكاميرات والخوذات الصوتية وأجهزة الألعاب المحمولة.

كانت المفوضية الأوروبية أطلقت عام 2009 هذا المشروع الذي شكّل أيضا في كانون الثاني/يناير 2020 محور قرار أصدره البرلمان الأوروبي، لكنه اصطدم طويلا بمعارضة الشركات العاملة في القطاع، رغم التراجع الكبير في عدد أنواع أجهزة الشحن الموجودة على مر السنوات.

فبعدما كان عددها يقارب 30 نموذجا عام 2009، بات هناك ثلاثة أنواع من الشواحن: كابل الشحن من نوع Micro Usb الذي استُخدم طويلا كشاحن للهواتف، وأجهزة شحن من نوع Usb-C وهي حديثة العهد أكثر، فضلا عن أجهزة شحن Lightening المستخدمة في أجهزة أبل.

نصر للمستهلك وللبيئة

واعتبرت المفوضة الأوروبية لشؤون المنافسة مارغريتا فيستاغر، في بيان، أن هذا القرار يشكل “نصرا للمستهلكين والبيئة، فقد ضاق الأوروبيون ذرعا بأجهزة الشحن غير المتجانسة المكدسة في أدراجهم”.

وأضافت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية، “منحنا الصناعة متسعا من الوقت للتوصل إلى حلول خاصة بها، والآن حان الوقت لاتخاذ إجراء تشريعي لشاحن موحد. هذا مكسب مهم لعملائنا وبيئتنا، يتماشى مع طموحاتنا الخضراء والرقمية”.

سارعت شركة أبل التي تؤكد أن تقنيتها لايتنينغ – موجودة في أكثر من مليار جهاز حول العالم – إلى “إبداء معارضتها”، موضحة أن هذا القانون “يخنق الإبداع بدل تشجيعه وسيضر بالمستهلكين في أوروبا والعالم”.

وأبل هي المصنع الرئيسي للهواتف الذكية التي تستخدم منفذ شحن مخصص، إذ تستخدم أجهزة أيفون موصل “لايتنينغ” الخاص، وهو من صنع الشركة.

وقالت الشركة لبي بي سي: “ما زلنا نشعر بالقلق من أن القواعد الصارمة التي تفرض نوعا واحدا فقط من الموصلات تخنق الابتكار بدلا من تشجيعه، وهو ما سيضر بدوره المستهلكين في أوروبا وحول العالم”.

وأضافت أنها تهدف إلى خلو كل أجهزة أبل واستخدامها من الكربون بحلول عام 2030.

وتباع معظم هواتف أندرويد مزودة بمنافذ شحن يو إس بي مايكرو-بي، أو أنها انتقلت بالفعل إلى منفذ يو إس بي-سي الأكثر حداثة.

وتستخدم الموديلات الجديدة من أجهزة أيباد وماك بوك منافذ شحن يو اس بي-سي، كما هو الحال مع طرازات الهواتف المتطورة التي تعمل بنظام أندرويد، مثل سامسونغ وهواوي.

وستنطبق التغييرات على منفذ الشحن الموجود على جسم الجهاز، في حين أن نهاية السلك المتصل بالمقبس يمكن أن تكون يو اس بي-سي أو يو اس بي-ايه.

ويضع الاقتراح أيضا معايير لسرعات الشحن السريع – مما يعني أنه سيتم شحن الأجهزة القادرة على الشحن السريع بنفس السرعات.

“انتصار للفطرة”

ظل السياسيون في الاتحاد الأوروبي يواصلون الحملات من أجل توحيد الشواحن لأكثر من عقد من الزمان، إذ قدرت أبحاث المفوضية أن أسلاك الشحن التي يتخلص منها وغير المستخدمة تولد أكثر من 11000 طن من النفايات سنويا.

وبيع في الاتحاد الأوروبي في العام الماضي حوالي 240 مليون هاتف محمول وأجهزة إلكترونية محمولة أخرى.

وقال بن وود، المحلل في شركة سي سي إس، إن توحيد الشواحن واحد سيكون بمثابة انتصار للفطرة السليمة في أعين المستهلكين”.

وأضاف: “على الرغم من أن شركة أبل قدمت حجة قوية للحفاظ على موصل لايتنينغ الخاص بها، نظرا لوجود مليار مستخدم نشط لجهاز أيفون، فإن بعض منتجاتها، ومن بينها ماك، وأيباد، تدعم الآن يو اس بي-سي.

“نأمل أن تصبح في النهاية ألا توجد مشكلة إذا استمرت أبل في إضافة يو اس بي-سي إلى المزيد من الأجهزة.”

وقد تمر عدة سنوات قبل أن تنفذ مقترحات الاتحاد الأوروبي.

وسوف يناقش هذا الاقتراح التشريعي في البرلمان الأوروبي والحكومات الوطنية.

وقد يقترح أعضاء البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء تعديلات على الاقتراح. وبمجرد موافقة المفوضية الأوروبية على هذه التعديلات، سيصبح الاقتراح قانونا.

وتأمل المفوضية الأوروبية في أن يحدث ذلك في عام 2022 – وبعد ذلك عادة ما يكون أمام الدول الأعضاء فرصة عامين لسن القواعد في قانونها الوطني، وسيكون أمام المصنعين 24 شهرا لتغيير موصلات الشحن الخاصة بهم.

المصدر: فوبرس الشرق الأوسط + بي بي سي + شهبا برس

 

 

اقرأ أيضاً: مهندسون يابانيون يحطمون الرقم القياسي لسرعة الانترنت.. 319 تيرابت في الثانية

في ظل التطور التكنولوجي السريع الذي الحاصل خلال السنوات الأخيرة، هناك تطور غير مسبوق كذلك في تقنيات الاتصال السلكي واللاسلكي، حيث قام مجموعة من الباحثين في المعهد الوطني الياباني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات NICT من تحقيق رقم قياسي جديد لسرعة الإنترنت بمعدل بلغ 319 تيرابت في الثانية. وفقًا لورقة تم تقديمها في المؤتمر الدولي لاتصالات الألياف الضوئية في يونيو الماضي.

ويمكن بهذه السرعة الخارقة تحميل أكثر من 7 آلاف فيلم عالي الدقة في ثانية واحدة فقط، هذا وفقا لما ذكر في موقع “إنغيدجت”.

وتم تسجيل الرقم القياسي الجديد على خط من الألياف يبلغ طوله أكثر من 3000 كم   (1864 ميل). وهو متوافق مع البنية التحتية للكابلات الحديثة.

السرعة التي حققها الخبراء اليبانيون هي ما يقارب ضعف الرقم القياسي السابق البالغ 178 تيرابايت/ثانية، والذي تم تسجيله في عام 2020. وهو أسرع بسبع مرات من الرقم القياسي السابق البالغ 44.2 تيرابايت/ثانية، مع شريحة ضوئية تجريبية.

ناسا نفسها تستخدم سرعة بدائية نسبية تبلغ 400 جيجابت / ثانية، والسجل الجديد يرتفع بشكل مستحيل أعلى مما يمكن أن يستخدمه المستهلكون العاديون (أسرعها يصل إلى 10 جيجابت / ثانية لاتصالات الإنترنت المنزلية).

آلية العمل

تم الوصول إلى هذا الإنجاز باستخدام البنية التحتية للألياف الضوئية الموجودة بالفعل (ولكن مع بعض الوظائف الإضافية المتقدمة). استخدم فريق البحث أربعة “نوى”، وهي عبارة عن أنابيب زجاجية موضوعة داخل الألياف التي تنقل البيانات، بدلاً من النواة التقليدية.

ثم يتم تقسيم الإشارات إلى عدة أطوال موجية يتم إرسالها في نفس الوقت، باستخدام تقنية تُعرف باسم مضاعفة تقسيم الطول الموجي (WDM). لحمل المزيد من البيانات، استخدم الباحثون “نطاقًا” ثالثًا نادرًا لتمديد المسافة عبر العديد من تقنيات التضخيم البصري.

يبدأ النظام الجديد عملية الإرسال باستخدام ليزر منشط ذي 552 قناة يتم إطلاقه بأطوال موجية مختلفة.

ثم يتم إرسال هذا من خلال تعديل الاستقطاب المزدوج، بحيث تذهب بعض الأطوال الموجية قبل الأخرى، لتوليد تسلسلات إشارات متعددة يتم توجيه كل منها بدوره إلى أحد النوى الأربعة داخل الألياف الضوئية.

وتنتقل البيانات المرسلة عبر هذا النظام عبر 43.5 ميلاً (70 كم) من الألياف الضوئية ، حتى تصل إلى مكبرات الصوت الضوئية لتعزيز الإشارة لرحلتها الطويلة.

ولكن هناك المزيد من التعقيد فالإشارة تمر من خلال نوعين جديدين من مضخمات الألياف، أحدهما مخدر في الثوليوم، والآخر في الإربيوم، قبل أن يستمر في طريقه، في عملية تقليدية تسمى Raman amplificatio.

بعد ذلك، يتم إرسال تسلسل الإشارات إلى جزء آخر من الألياف الضوئية ، ثم تتكرر العملية بأكملها ، مما يتيح للباحثين إرسال البيانات على مسافة مذهلة تبلغ 1,864.7 ميل (3,001 كم).

وتمتلك الألياف الضوئية رباعية النواة الجديدة نفس القطر مثل الألياف أحادية النواة التقليدية ، بمعنى آخر ، سيكون دمج الطريقة الجديدة في البنية التحتية الحالية أبسط بكثير من الإصلاحات التكنولوجية الأخرى لأنظمة المعلومات المجتمعي