الرئيسية » “ميتا” تكشف عن قفازات تجعل مرتديها يشعر بالأشياء ويتلمس العالم الافتراضي

“ميتا” تكشف عن قفازات تجعل مرتديها يشعر بالأشياء ويتلمس العالم الافتراضي

نشرت شركة “ميتا” نموذجاً تجريبياً أولياً لقفاز جديد يسمح لمرتديه بأن يتفاعل ويشعر بالعناصر الافتراضية، التي يراها أمام عينيه عند ارتداء نظارات الواقع الافتراضي VR والمعزز AR.

وقام قطاع “ميتا” لأبحاث الواقع الافتراضي لمدة 7 سنوات بتطوير القفاز الجديد، وتزويده بتقنيات حديثة تعتمد على تقنية حركة الهواء، عبر أول شريحة معالجة متخصصة في معالجة تلك الحركة بدقة عالية Microfluid Processor، والذي يقوم بتوجيه مستشعرات المشغلات الميكانيكية Actuators، والتي تقوم بمحاكاة حركة وردود فعل العناصر الافتراضية عند تفاعل المستخدم معها بيديه، بحسب بيان رسمي للشركة.

كما أشارت الشركة إلى أن فريقها البحثي عمل على تطوير نظام متكامل من المؤثرات المرئية والمسموعة والحسية، بحيث يقتنع الجهاز الإدراكي لدى المستخدم بوجود أبعاد ووزن العناصر الافتراضية، داخل العالم الرقمي أمام عينيه داخل النظارة.

كما زود فريق أبحاث الواقع الافتراضي النموذج الأولي من القفاز بتقنيات تسمح بتتبع حركة يد المستخدم بدقة عالية، بحيث تتمكن النظارة من محاكاة الحركة الحقيقية لليدين داخل الواقع الافتراضي، وكذلك موضعهما بالنسبة للعناصر الافتراضية بدقة، ليمكن تقديم تجربة واقعية لأكثر درجة ممكنة.

وشارك مارك زوكربيرج، مدير ميتا، مقطعاً مصوراً وهو يرتدي القفاز التجريبي عبر حسابه على فيسبوك، ويقوم بتجربته مع بعض الألعاب من بينها الشطرنج.

 

وبالتأكيد سيكون مثل هذا القفاز عنصراً أساسياً في تنفيذ رؤية “ميتا” لعالم الميتافيرس المستقبلي، والذي يتوقع زوكربيرج أنه سيحل محل الإنترنت بشكل كامل.

فكرة مقتبسة

إعلان “ميتا” عن قفازها الجديد لم يمر مرور الكرام على الجميع، فقد خرج جايك روبن، مؤسس ومدير شركة “هابتكس” الرائدة في مجال تطوير تقنيات التفاعل مع العالم الافتراضي، ليلمح إلى أن قفاز “ميتا” التجريبي يتطابق مع تقنيات شركته التي تعمل عليها منذ 2016.

وأشار روبن في بيان نشره موقع GeekWire، إلى أن شركته كانت تعمل منذ تأسيسها في 2012 على تقنية التحكم في الهواء MicroFluid Processing، لتتيح لعملائها في قطاع الأعمال تقديم الخدمات المتعلقة بالتفاعل مع الواقع الافتراضي والمعزز.

وأوضح مؤسس “هابتيكس”، أن مكونات رئيسية من التقنيات التي تعتمد عليها “ميتا” في قفازها الأول التجريبي، مثل الموائع الجزيئية القائمة على السيليكون وكذلك هيكل التحكم الهوائي، تخصصت شركته في تطويرها وتحمل براءات اختراع خاصة بها متعلقة بتطوير تلك التقنيات.

والمثير في الأمر أن “ميتا” وصفت في بيانها الرسمي، معالجها الخاص بالحركة الهوائية بأنه الأول من نوعه في العالم، ولكن ذلك يتنافى مع تصريحات “روبن”.

وأكد مدير الشركة أنه يرحب تماماً بالمنافسة، ولكن في الأساس يجب أن تكون المنافسة قائمة على أساس العدالة في التنافس، لتزدهر الصناعة وسوق الواقع الافتراضي بالكامل.

ما هو الميتافيرس؟

لمن لا خبرة لهم به، قد يبدو الميتافيرس وكأنه نسخة منقحة من الواقع الافتراضي. لكن البعض يعتقدون أنه قد يصبح مستقبل الإنترنت.

بل إن ثمة اعتقاداً بأن مقارنته بالواقع الافتراضي ربما ستشبه مقارنة الهواتف الذكية بالجيل الأول من الهواتف المحمولة الضخمة التي أُنتجت في ثمانينيات القرن الماضي.

فبدلاً من الجلوس أمام جهاز كمبيوتر، ربما كل ما ستحتاج إليه عند الاتصال بالميتافيرس هو نظارة أو جهاز يوضع على الرأس لكي تتمكن من دخول عالم افتراضي يربط بين مختلف أنواع البيئات الرقمية.

وبخلاف الواقع الافتراضي الحالي، الذي يستخدم بالأساس في ألعاب الفيديو، فإن العالم الافتراض الجديد قد يستخدم في أي شيء – كالعمل واللعب والحفلات الموسيقية والذهاب إلى دور السينما، أو مجرد الالتقاء بالأصدقاء.

غالبية الناس يتصورون أنك ستحتاج إلى أن يمثلك “أفاتار”، أو صورة رمزية ثلاثية الأبعاد، لكي تتمكن من استخدامه. ولكن لأن الميتافيرس لا يزال مجرد فكرة جديدة، فإنه لم يٌتفَق بعد على تعريف موحد له.

لماذا اكتسب كل هذا الزخم بشكل مفاجئ؟

عادة ما تثار ضجة دعائية حول العوالم الرقمية وما يعرف بالواقع المعَزز كل بضعة أعوام، لكنها سرعان ما تخبو.

إلا أن هناك قدراً كبيراً من الإثارة والترقب للميتافيرس في أوساط المستثمرين الأثرياء وشركات التكنولوجيا الضخمة، ولا أحد يرغب في أن يتخلف عن الركب إذا ما صار هذا المفهوم بالفعل هو مستقبل الإنترنت.

كما يسود شعور بأنه للمرة الأولى، أوشكت التقنية أن تكون متاحة، مع التقدم الذي تشهده ألعاب الفيديو باستخدام الواقع الافتراضي، واقتراب الاتصالية من الشكل الذي يتطلبه الميتافيرس.

ا الشركات الأخرى المهتمة بالميتافيرس؟

لطالما تحدث تيم سويني، رئيس شركة إيبيك غيمز (التي تنتج لعبة فورتنايت)، عن طموحاته المتعلقة بالميتافيرس.

تستخدم ألعاب الفيديو متعددة اللاعبين والتي تمارس عبر الإنترنت عوالم تفاعلية مشتركة منذ عقود. هذه العوالم ليست ميتافيرس، لكنها تشترك معه في بعض الأفكار.

في الأعوام الأخيرة، وسعت فورتنايت من منتجاتها، حيث استضافت حفلات موسيقية وملتقيات لبناء العلامة التجارية، وغير ذلك، داخل عالمها الرقمي الخاص. أثار ذلك إعجاب الكثيرين ولفت انتباههم إلى ما يمكن تحقيقه، كما سلط الضوء على رؤية السيد سويني بشأن الميتافيرس.

هناك بعض الألعاب الأخرى التي تقترب أيضاً من مفهوم الميتافيرس. على سبيل المثال روبلوكس، التي تعد منصةً لآلاف الألعاب المنفردة التي ترتبط جميعاً بنظام بيئي أكبر.

وفي غضون ذلك، تستثمر “يونيتي”، وهي منصة لتطوير المنتجات ثلاثية الأبعاد، فيما يعرف “بالتوائم الرقمية” – وهي نسخ رقمية للعالم الحقيقي، كما أن شركة تصميمات الغرافيكس “نفيدا” تعكف حالياً على بناء ميتافيرس خاص بها، تصفه بأنه منصة للربط بين العوالم الافتراضية ثلاثية الأبعاد.

هل يتعلق الأمر إذاً بالألعاب فقط؟

لا. رغم أن هناك الكثير من الأفكار حول الشكل الذي سيتخذه الميتافيرس، إلا أن غالبية الرؤى تضع التفاعل الإنساني في لب ذلك المفهوم.

فيسبوك على سبيل المثال، يقوم باختبار تطبيق للاجتماعات الافتراضية أطلق عليه “وركبليس” (أو مكان العمل)، ومنبر اجتماعي اسمه “هورايزونز” (أو آفاق)، وكلاهما يستخدم نظم أفاتار افتراضية خاصة به.

تطبيق “وركبليس” التابع لفيسبوك يتخيل اجتماعات افتراضية يستطيع الأشخاص خلالها استخدام حواسبهم في نفس الوقت

وهناك تطبيق آخر للواقع الافتراضي هو “في.آر.تشات” يركز تركيزاً كلياً على الالتقاء والدردشة عبر الإنترنت، ولا هدف له سوى استكشاف بيئات مختلفة ومقابلة أشخاص آخرين.

وربما كانت هناك تطبيقات أخرى بانتظار من يكتشفها.

سويني صرح مؤخراً للواشنطن بوست بأن لديه رؤية لعالم تستطيع فيه شركة تصنيع سيارات تسعى إلى الترويج لطراز جديد أن “تطرح سياراتها في الوقت الحقيقي، فيتمكن المرء من قيادتها في الحال في العالم الافتراضي.”

ربما عندما تذهب للتسوق عبر الإنترنت، سيكون بإمكانك قياس الملابس رقمياً أولاً، ثم تطلبها ويتم توصيلها إليك في العالم الحقيقي.

هل التكنولوجيا موجودة بالفعل؟

شهدت تكنولوجيا الواقع الافتراضي تطوراً كبيراً في الأعوام الأخيرة، حيث ابتُكرت نظارات باهظة الثمن بإمكانها خداع العين البشرية وجعلها ترى الأشياء بالأبعاد الثلاثية، بينما يتنقل اللاعب في العالم الافتراضي. كما أصبحت أكثر شيوعاً – فقد كانت نظارة “أوكيولاس كويست-2” التي تستخدم في ألعاب الواقع الافتراضي من بين الهدايا الرائجة خلال أعياد الميلاد في 2020.

وربما يشير تفجر الاهتمام بتقنية التشفير “إن.إف.تي”، التي قد تزودنا بوسيلة موثوقة لتتبع ملكية السلع الرقمية، إلى الكيفية التي سيعمل بها الاقتصاد الافتراضي في المستقبل.

والعوامل الرقمية الأكثر تطوراً سوف تكون بحاجة إلى اتصالية أكثر جودة واتساقاً وقابلية للتنقل – وهو شيء ربما يتحقق مع توسيع نطاق تقنية ال 5 جي.

حالياً، لا يزال كل شيء في مراحله الأولى. وتطور الميتافيرس – إذا حدث من الأصل، سوف يكون شيئاً تتصارع عليه شركات التكنولوجيا العملاقة على مدى العقود القادمة، وربما لأبعد من ذلك.

وكالات – شهبا برس