نقل صاروخ روسي من طراز “سويوز”، 36 قمرًا اصطناعيًا جديداً لحساب الشركة البريطانية “وان ويب OneWeb” إلى المدار، مما يجعل الشركة تقطع أكثر من نصف الطريق نحو هدفها المتمثل في توفير الإنترنت بالنطاق العريض على المستوى العالمي.
وتعمل الشركة التي مقرها في لندن على استكمال بناء كوكبة من الأقمار الاصطناعية التي تضعها في مدار أرضي منخفض وتوفر نطاقًا عريضًا محسّنًا وخدمات أخرى للبلدان في جميع أنحاء الكوكب.
وتخطط الشركة البريطانية لتشغيل خدمة الإنترنت التجارية العالمية الخاصة بها بحلول العام المقبل عبر نحو 650 قمرًا اصطناعيًا.
وتعد هذه سادس عملية إطلاق للأقمار الاصطناعية التي تُنفَّذ لحساب «وان ويب» هذه السنة، بعد العملية الأولى في الأوّل من تموز.
ومع هذه المهمة الأخيرة صار لديها الآن ما مجموعه 394 قمرًا اصطناعيًا في المدار.
وفي غضون ذلك، انطلق الصاروخ الروسي الذي تشغله شركة “أريان سبيْس” الأوروبية الساعة 13:10 بتوقيت غرينتش من قاعدة بايكونور الفضائية التي تستأجرها موسكو في كازاخستان.
وكتبت وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس بعد الإطلاق على حسابها على توتير: “انطلق!”
وتتنافس “وان ويب” في السباق لتوفير إنترنت سريع للمناطق النائية في العالم عبر الأقمار الاصطناعية مع المليارديرين إيلون ماسك وجيف بيزوس رئيس أمازون.
وارتبطت أريان سبيْس التي عملت مع روسيا لما يقرب من عقدين، بعقود لإطلاق 16 مركبة سويوز بين ديسمبر/ كانون الأول 2020 ونهاية عام 2022.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أطلقت “وان ويب” 34 قمرًا اصطناعيًا جديدًا في مدار حول الأرض من قاعدة إطلاق الصواريخ الفضائية في كازاخستان.
كما أطلقت في مارس/ آذار الماضي، 36 قمرًا اصطناعيًا إلى مداراتها من موقع إطلاق مركبات فضائية في أقصى شرق روسيا.
ما هي البلدان المستهدفة؟
وفي وقت سابق من هذا العام، قالت وان ويب إن إطلاقًا من الشرق الأقصى الروسي سيسمح لها بتوفير الاتصال في كل مكان شمال خط عرض 50 درجة.
وأدرجت وان ويب المملكة المتحدة وألاسكا وشمال أوروبا وغرينلاند وأيسلندا وجميع الولايات الأميركية الواقعة ضمن أراضي قارة أميركا الشمالية، والمحيط المتجمد الشمالي وكندا كمناطق من المتوقع توفير خدمة الاتصالات بالكامل فيها.
وقالت وكالة إنترفاكس للأنباء إن “الأقمار الاصطناعية، التي أُطلقت على متن صاروخ سويوز-2.1 بي، سيتم فصلها على مراحل”.
وكانت وان ويب قد استأنفت إطلاق الأقمار الاصطناعية في ديسمبر/ كانون الأول بعد خروجها من الحماية من الإفلاس باستثمارات قدرها مليار دولار من تحالف للحكومة البريطانية وشركة بهارتي إنتربرايزس الهندية.
وحصلت الشركة على تمويل أيضًا من الشركة الهندية ومن شركتي يوتلسات للاتصالات وسوفت بنك اليابانية. وحصلت وان ويب على تمويل إجمالي 2.4 مليار دولار.
وكثيرة هي المشاريع الجارية لتوفير الإنترنت على صعيد العالم بواسطة شبكات من الأقمار الاصطناعية.
وقد سبق لشركة «سبايس أكس» الفضائية، التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، أن وضعت في المدار أكثر من 1500 قمر اصطناعي لهذا الغرض في سياق شبكة «ستارلينك».
وللأميركي جيف بيزوس، مؤسس «أمازون»، أيضاً مشروع مماثل يحمل اسم «كويبر».
وكالات
اقرأ أيضاً: بسرعة 20 جيجابايت في الثانية.. جوجل تطور نظاما لنقل الإنترنت عبر أشعة الليزر
في ظل التطور التكنولوجي السريع الذي الحاصل خلال السنوات الأخيرة، هناك تطور غير مسبوق كذلك في تقنيات الاتصال السلكي واللاسلكي، حيث قام مجموعة من الباحثين في المعهد الوطني الياباني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات NICT من تحقيق رقم قياسي جديد لسرعة الإنترنت بمعدل بلغ 319 تيرابت في الثانية. وفقًا لورقة تم تقديمها في المؤتمر الدولي لاتصالات الألياف الضوئية في يونيو الماضي.
ويمكن بهذه السرعة الخارقة تحميل أكثر من 7 آلاف فيلم عالي الدقة في ثانية واحدة فقط، هذا وفقا لما ذكر في موقع “إنغيدجت”.
وتم تسجيل الرقم القياسي الجديد على خط من الألياف يبلغ طوله أكثر من 3000 كم (1864 ميل). وهو متوافق مع البنية التحتية للكابلات الحديثة.
السرعة التي حققها الخبراء اليبانيون هي ما يقارب ضعف الرقم القياسي السابق البالغ 178 تيرابايت/ثانية، والذي تم تسجيله في عام 2020. وهو أسرع بسبع مرات من الرقم القياسي السابق البالغ 44.2 تيرابايت/ثانية، مع شريحة ضوئية تجريبية.
ناسا نفسها تستخدم سرعة بدائية نسبية تبلغ 400 جيجابت / ثانية، والسجل الجديد يرتفع بشكل مستحيل أعلى مما يمكن أن يستخدمه المستهلكون العاديون (أسرعها يصل إلى 10 جيجابت / ثانية لاتصالات الإنترنت المنزلية).
آلية العمل
تم الوصول إلى هذا الإنجاز باستخدام البنية التحتية للألياف الضوئية الموجودة بالفعل (ولكن مع بعض الوظائف الإضافية المتقدمة). استخدم فريق البحث أربعة “نوى”، وهي عبارة عن أنابيب زجاجية موضوعة داخل الألياف التي تنقل البيانات، بدلاً من النواة التقليدية.
ثم يتم تقسيم الإشارات إلى عدة أطوال موجية يتم إرسالها في نفس الوقت، باستخدام تقنية تُعرف باسم مضاعفة تقسيم الطول الموجي (WDM). لحمل المزيد من البيانات، استخدم الباحثون “نطاقًا” ثالثًا نادرًا لتمديد المسافة عبر العديد من تقنيات التضخيم البصري.
يبدأ النظام الجديد عملية الإرسال باستخدام ليزر منشط ذي 552 قناة يتم إطلاقه بأطوال موجية مختلفة.
ثم يتم إرسال هذا من خلال تعديل الاستقطاب المزدوج، بحيث تذهب بعض الأطوال الموجية قبل الأخرى، لتوليد تسلسلات إشارات متعددة يتم توجيه كل منها بدوره إلى أحد النوى الأربعة داخل الألياف الضوئية.
وتنتقل البيانات المرسلة عبر هذا النظام عبر 43.5 ميلاً (70 كم) من الألياف الضوئية ، حتى تصل إلى مكبرات الصوت الضوئية لتعزيز الإشارة لرحلتها الطويلة.
ولكن هناك المزيد من التعقيد فالإشارة تمر من خلال نوعين جديدين من مضخمات الألياف، أحدهما مخدر في الثوليوم، والآخر في الإربيوم، قبل أن يستمر في طريقه، في عملية تقليدية تسمى Raman amplificatio.
بعد ذلك، يتم إرسال تسلسل الإشارات إلى جزء آخر من الألياف الضوئية ، ثم تتكرر العملية بأكملها ، مما يتيح للباحثين إرسال البيانات على مسافة مذهلة تبلغ 1,864.7 ميل (3,001 كم).
وتمتلك الألياف الضوئية رباعية النواة الجديدة نفس القطر مثل الألياف أحادية النواة التقليدية ، بمعنى آخر ، سيكون دمج الطريقة الجديدة في البنية التحتية الحالية أبسط بكثير من الإصلاحات التكنولوجية الأخرى لأنظمة المعلومات المجتمعي