الرئيسية » علماء يحذورن من خطر نهر جليدي يهدد العالم

علماء يحذورن من خطر نهر جليدي يهدد العالم

يحمل نهر ثويتس الجليدي الهائل في غرب القارة القطبية الجنوبية مليارات الأطنان من المياه، التي تهدد بالاتجاه نحو المحيط.

ويمكن للنهر، في حال ذوبانه بالكامل، أن يرفع مستويات سطح البحر في العالم بنحو 65 سنتمترا.

وللمقارنة، أدى ارتفاع مستوى سطح البحر بـ20 سنتمترا، منذ عام 1900 إلى نزوح في المجتمعات الساحلية وفاقم المشاكل البيئية مثل الفيضانات وتلوث المياه المالحة وفقدان الموائل الطبيعية.

وتشير الدراسات العلمية إلى أن استقرار ثويتس على المدى الطويل، أمر “مشكوك فيه” بحسب موقع Science Alert العلمي.

كما أن ذوبانا واسع النطاق لثويتس، الذي يطلق عليه أحيانا “نهر نهاية العالم الجليدي” بسبب دوره الأساسي في بيئة القارة الجنوبية ومناخ العالم، قد يعني أيضا ذوبان الأنهار الجليدية في القارة بأكملها، مما يعني ارتفاع سطح البحر بعدة أمتار.

ويقول الموقع إن “الأنهار الجليدية في غرب القارة القطبية الجنوبية عرضة لآلية تسمى عدم استقرار جرف الجليد البحري أو “MICI”، حيث يكشف الجليد الذائب عن منحدرات جليدية طويلة وغير مستقرة بشكل متزايد، تنهار في المحيط بشكل متزامن.

صورة لنهر ثويتس الجليدي التقطتها Nasa في عام 2014

ويضيف الموقع أن “ارتفاع مستوى سطح البحر لعدة أمتار من شأنه أن يغمر العديد من المدن الكبرى في العالم بما في ذلك شنغهاي ونيويورك وميامي وطوكيو ومومباي”.

كما سيغطي مساحات شاسعة من الأراضي في المناطق الساحلية ويبتلع إلى حد كبير الدول القائمة على جزر منخفضة مثل كيريباتي وتوفالو وملديف.

كبير بحجم بريطانيا

ويبلغ حجم ثويتس تقريبا حجم بريطانيا، وهو يسهم حاليا بنحو 4 في المئة من ارتفاع مستوى سطح البحر في العالم.

ومنذ عام 2000، فقد من الجليد مايزيد على 000 1 مليار طن، وازداد هذا باطراد على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وقد تضاعفت سرعة تدفقه خلال 30 عاما، مما يعني أن كمية الجليد التي تقذف في المحيط حاليا تبلغ ضعف ما كانت عليه في التسعينات.

ويقول العلماء إن الجرف الجليدي على النهر أصبح متزعزعا بسرعة حيث يمكن أن ينهار في غضون 10 سنوات، وفقا لإيرين بيتيت، عالمة الجليد في جامعة ولاية أوريغون.

ويقول الموقع إنه إذا انهار الجرف الجليدي لـ (ثويتس)، فإن هذا سيكون بداية النهاية للنهر الجليدي.

وما يزيد المخاوف أن هذا واحد من عدة جروف يراقبها العلماء غرب القارة القطبية الجنوبية، حيث تتآكل العديد من الرفوف الجليدية التي تكبح ذوبان الأنهار هناك بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات.

وتسهم مياه المحيطات الأكثر دفئا بتقويض هذه الجروف، حيث تذيبها من الأسفل وتضعف أساساتها، لتنهار بعدها نتيجة لوزن الجليد الثقيل على أعلاها.

اقرأ أيضاً: مع توقع ازدياد الكوارث الطبيعية.. علماء: ما نحن فيه الآن هدوء ما قبل العاصفة

حذّر علماء من أن هناك سببا لتوقع المزيد من الكوارث الطبيعية الخطيرة في عام 2022، بعد عام أثرت فيه الأحداث المناخية القاسية، على العديد من البلدان حول العالم.

وقال كاي كورنهوبر، عالم المناخ في جامعة كولومبيا الأمريكية لموقع “أكسيوس”: “يبدو أن السيناريوهات التي نضعها تقلل من شأن تلك الأحداث المناخية المتطرفة، ولا سيما السيناريوهات التي يصعب التنبؤ بها التحضير لها، خصوصا مع ما حدث العام الماضي، فقد ظهر أنه من الصعب توقعها”.

وقال موقع “أكسيوس” في تقرير “أننا سنحصل على المزيد من المعلومات حول حالة المناخ عندما تصدر اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة ثلاثة تقارير جديدة، والتي من المقرر حاليا إصدارها في سبتمبر وفبراير ومارس”.

هذا وكشفت الدراسات، بما في ذلك تقرير من IPCC العام الماضي، أن ما نحن فيه اليوم ليس “الوضع الطبيعي الجديد”، بل حذر من “مستقبل أكثر خطورة”.

المصدر: “أكسيوس”

 

اقرأ أيضاً: علماء يابانيون يتوقعون ارتفاع منسوب سطح البحر عدة أمتار

وفقا للعلماء اليابانيين، قد يؤدي ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية بسبب الاحترار العالمي، إلى ارتفاع مستوى سطح المياه في المحيطات والبحار بمقدار خمسة أمتار بحلول الألفية الثالثة.

وتشير مجلة Journal of Glaciology، إلى أن الباحثين يتوقعون ارتفاع منسوب سطح البحر بنهاية القرن الحالي بحدود 30 سنتمترا.

ودرس علماء من جامعتي هوكايدو وطوكيو والوكالة اليابانية لعلوم وتكنولوجيا الأرض، الاحتمالات طويلة المدى لذوبان الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي في ظروف الاحتباس الحراري.

وكانت هذه الدراسة جزءا من مبادرة دولية كبيرة للمقارنة بين الجيل الجديد من النماذج، لتقييم تأثير الاحترار العالمي في الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية وغرينلاند، التي أطلقت أثناء إعداد خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) تقريرها السادس بشأن التغيرات المناخية.

واستخدم الباحثون نموذج الغطاء الجليدي SICOPOLIS (SImulation COde for POLythermal Ice Sheets) وتضم هذه المبادرة الدولية 14 سيناريو لاستمرار ارتفاع درجات الحرارة، وثلاثة سيناريوهات لتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ومن أجل إجراء هذه المقارنة بين جميع هذه النماذج، استخدم الباحثون مؤشرات أولية موحدة في جميعها، مع افتراض أن هذه المؤشرات لن تتغير بعد عام 2100.

وقد اتضح للباحثين من هذه المقارنة، أن استمرار الاحترار العالمي، سيساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بحلول عام 2100 بحدود 30 سنتمترا، وبحلول الألفية الثالثة سيصل إلى 5.4 متر. ولكن في حال تقليص انبعاث غازات الاحتباس الحراري ستنخفض هذه الأرقام إلى ثلاثة سنتمترات و0.32 متر على التوالي.

ويقول الدكتور كريستوفر تشامبرز، من معهد درجات الحرارة المنخفضة، “تبين دراستنا بوضوح، أن تأثير تغير المناخ في جليد القارة القطبية الجنوبية يستمر إلى ما بعد القرن الحادي والعشرين. وأن العواقب الأكثر خطورة ستظهر لاحقا وتكون على شكل ارتفاع منسوب سطح الماء في المحيط العالمي”.

ووفقا للباحثين، عامل الخطر الرئيسي هو احتمال انهيار الغطاء الجليدي لغرب القارة القطبية الجنوبية، الذي يستند إلى قاعدة تقع أسفل مستوى سطح البحر بكثير.

المصدر: نوفوستي