سلط الإعلام العربي والغربي في الأسبوعين الماضيين كل الضوء على المباحثات التي جرت بين الغرب وإيران حول ملفها النووي والذي بات من الواضح أنه جزء مهم مما يجري في الشرق الأوسط بشكل عام وما يجري في سورية والبلاد العربية وما ينتج عنها من مواقف .
ومن الطبيعي أن يتسائل السوريون عن المرحلة التي تلي الإتفاق الذي توصل إليه المجتمعون فعلاً وما هي نتائجه على ثورتهم ومعاناتهم الطويلة مع جرائم الأسد والمليشيات التي إستقدمها لقتال شعبه وهي تزداد يوماً بعد يوم كماً ونوعاً , وما إذا كان الإتفاق الأخير سيفضي فعلاً لحلحلة واقعية للأزمة المفتعلة بسبب السياسات العدائية للثورة السورية من خلال المواقف للدول الأهم على المشهد الدولي .
يذكر أن الشارع السياسي المراقب والمهتم بشأن الثورة السورية إنقسم إلى قسمين منهم من شكك وإعتبر الإتفاق الأخير نقطة تحول وقوة في صالح الأسد حيث سيحصل على شريك تم الإعتراف به دولياً وبسياساته وسيوفر له ذلك مظلات جديدة وفرص أكبر لكسب الوقت الذي كان ولا يزال يلعب عليه خصوصاً عندما وافق وبمساعدة الروس والإيرانيين بإقناع العالم بعدم جدوى أي ضربة عسكرية موجهة له ومقابل ذلك تسليمه الكيماوي للمنظمة الدولية , والتي وفرت له فعلاً عام آخر لقتل السوريين المناهضين له وعدم التفكير الجدي بأي حل يكون فيها الأسد خارج الحكم .
أما المتفائلون يركزون كثيراً على إمكانية تخلي النظام الإيراني والروس عن الأسد وخصوصاً إذا كان البديل سيوفر لهم نفس المصالح والسياسات برعاية دولية , وبرأيهم الثورة السورية كانت حاضرة في إجتماعات الإتفاق الغربي الإيراني وما كان التصريح الذي تلى بيان نجاح الإتفاق ب24 ساعة والذي تحدد من خلاله موعد مؤتمر جنيف إلا تأكيد على رغبة دولية بحل الأزمة السورية .
وبين هؤلاء وهؤلاء تبقى معاناة السوريين على أشدها ويبقى الموت هو العنوان الوحيد في مأساتهم اليومية , ويعرفون شيئاً واحد وحسب هو المتاجرة الدولية الفاضحة بقضيتهم العادلة وبثورتهم ضد نظام قتل إستبد وهجر برعاية دولية أممية , و يدركون تماماً أن أي حل لن يحمل لهم إلا الزيف والكذب الذي عايشوه على مدى ثلاث سنوات من عمر الثورة التي كثرت فيها الخطوط الحمراء والملونة ولكنها لم تخفف من معاناتهم ولم تنهيها
الرئيسية » الإتفاق النووي الأخير هل يضع حد لجرائم الأسد أم أنه فسحة جديدة لمزيد من القتل