عزز الغزو الروسي لأوكرانيا الاهتمام في جميع أنحاء أوروبا ببناء محطات طاقة نووية جديدة أو إطالة عمر المحطات القديمة لتقليص اعتمادها الكبير على النفط والغاز الروسي.
تقول صحيفة واشنطن بوست إن بلجيكا أجرت تغييرا بقرارها الإبقاء على مفاعلين كان من المقرر إغلاقهما. كما دعت جمهورية التشيك الشركات الغربية بإمدادها بوقود نووي ليحل محل الإمدادات الروسية. أما بولندا فتتفاوض لبناء مفاعلات جديدة في بلدة ساحلية هادئة.
كما أعلنت بريطانيا، في وقت سابق من أبريل الجاري، اعتزامها تشييد ثمانية مفاعلات نووية جديدة وتوسيع إنتاج طاقة الرياح ضمن مساعيها لخفض الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي من روسيا والموردين الأجانب الآخرين، وذلك بعد غزو أوكرانيا.
وتنقل الصحيفة عن رئيس أعمال أنظمة الطاقة في شركة ويستينغهاوس، ديفيد دورهام قوله: “هدف جميع هذه الدول واحد: تقليل انبعاثات الكربون، وأمن الطاقة والأمن القومي”.
وقد وقعت ويستينغهاوس، في أوائل أبريل، مذكرات تفاهم مع 19 شركة ووكالة حكومية في 12 دولة، بما في ذلك بولندا ورومانيا وجمهورية التشيك، في مجال الطاقة النووية.
ويأتي الاهتمام المتزايد بهذا المجال في الوقت الذي تُظهر فيه الحرب في أوكرانيا مخاطر بناء مفاعلات نووية على خط المواجهة مع حلف شمال الأطلسي.
وأثار القتال حول المواقع النووية في أوكرانيا إنذارا بشأن الأضرار التي قد تلحقها قوات العدو والطائرات بدون طيار والصواريخ بالمنشآت، الأمر الذي قد يؤدي إلى نشر إشعاع يسبب مجموعة من السرطانات بعد سنوات.
حينما احتلت القوات الروسية موقعين نوويين، بما في ذلك تشرنوبيل، موقع أسوأ كارثة نووية شهدها العالم عام 1986، دعت هيئات السلامة النووية الدولية لاجتماعات طارئة، بينما شحن الاتحاد الأوروبي أقراص يوديد إلى أوكرانيا لحماية الناس من الآثار الضارة لأي انبعاث إشعاعي.
وكثيرا ما يصف المسؤولون الأميركيون والأوروبيون، الذين يدعمون الطاقة النووية، المفاعلات في أوكرانيا بأنها “قوية” لأنها صمدت أثناء القتال الأخير.
وفي المقابل يقول الخبراء النوويون إن مجمعات الوقود وخطوط النقل وطاقة الديزل الاحتياطية هي نقاط ضعف لم تستهدفها روسيا مباشرة بعد.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، نقلت عنه واشنطن بوست: “محطات الطاقة النووية قوية للغاية، لكن لدينا خيارات محدودة للتخفيف من العواقب إذا قامت القوات العسكرية، ولا سيما القوات العسكرية المتطورة، بضرب تلك المحطات عمدا”.
ويتساءل بعض الخبراء النوويين عما إذا كان المبنى المصمم لاحتواء الإشعاع بالداخل يمكنه تحمل صاروخ من الخارج.
يقول المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة، ومقرها واشنطن، داريل جي كيمبال: “الحقيقة البسيطة هي أن الهجوم الروسي على أوكرانيا وبنيتها التحتية النووية الكبيرة تظهر نقاط ضعف هذه المنشآت في الصراع”.
وكانت القوات الروسية غادرت موقع تشرنوبيل النووي الملوث بشدة، في آخر شهر مارس، بعد أن أعادت السيطرة عليه للأوكرانيين.
المصدر: واشنطن بوست – ترجمة: الحرة