أعلن رافاييل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن الورشة الإيرانية الجديدة لتصنيع قطع غيار أجهزة الطرد المركزي اللازمة لتخصيب اليورانيوم في “نطنز”، أُنشئت في إحدى قاعات محطة تخصيب الوقود تحت الأرض هناك، لزيادة الحماية من الهجمات على ما يبدو.
وقال جروسي في مؤتمر صحافي، إن الورشة أقيمت في “إحدى قاعات” منشأة تخصيب الوقود. ويقول دبلوماسيون إن المنشأة تقع على عمق ثلاثة طوابق تقريباً تحت الأرض، بغرض حمايتها من الضربات الجوية على ما يبدو.
وإلى الآن، لم تستخدم إيران منشأة تخصيب الوقود سوى في التخصيب. وهي المنشأة الوحيدة التي سمح الاتفاق النووي مع القوى الكبرى عام 2015 لإيران بإنتاج يورانيوم مخصب منها، لكن من خلال الجيل الأول لأجهزة الطرد المركزي فقط التي تقل فاعليتها كثيراً عن الطرز الإيرانية الأكثر تطوراً.
وقال كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ماسيمو أبارو عن الورشة: “قالوا إنها جاهزة للتشغيل”.
وكانت الوكالة قد أبلغت دولها الأعضاء قبل أسبوعين بأن آلات ورشة أصبحت مغلقة الآن في كرج، التي تعرضت لهجوم تخريبي على ما يبدو تلقي إيران باللائمة فيه على إسرائيل، تم نقلها إلى نطنز دون تحديد المكان بالضبط في المنطقة المترامية الأطراف.
وقالت الوكالة في تقرير سري للدول الأعضاء، اطلعت عليه “رويترز”، إنه “في 12 أبريل 2022 استكملت الوكالة تركيب كاميرات مراقبة في هذا الموقع، ثم أزالت الأختام من على الماكينات”، دون ذكر مكان الموقع المقصود في “نطنز”.
وأضاف التقرير: “في 13 أبريل 2022، أبلغت إيران الوكالة أن الماكينات ستبدأ العمل في الورشة الجديدة في اليوم نفسه”. ولم تذكر الوكالة إن كانت تأكدت من بدء تشغيل الماكينات.
مقاربة جديدة
وتوافقت إيران مع الوكالة الأممية مطلع مارس الماضي في طهران على مقاربة بشأن حلّ قضايا عالقة بينهما.
وأشار رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي آنذاك، إلى اتفاق إيران والوكالة على “تبادل الوثائق في حدّ أقصاه شهر خرداد (تقويم يبدأ في 22 مايو المقبل)، لحلّ المسائل العالقة بين الطرفين”.
في المقابل، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، آنذاك، إن إيران نقلت جميع معداتها التي تستخدم لتصنيع مكونات أجهزة الطرد المركزي من ورشة العمل المتوقفة في منشأة كرج إلى موقع نطنز، بعد 6 أسابيع فقط من إنشائها موقعاً آخر في أصفهان لتصنيع الأجزاء ذاتها.
منشأة كرج
وسمحت إيران لمفتشي الوكالة بالدخول إلى منشأة كرج في ديسمبر الماضي، بعد مواجهة استمرت أشهراً بشأن دخول الموقع، عقب ما قالت طهران إنه “عمل تخريبي إسرائيلي هناك”، ثم أبلغت إيران الوكالة في يناير الماضي أنها ستنقل الإنتاج إلى أصفهان.
وتطلب الوكالة من إيران توضيحات بشأن وجود مواد نوويّة في مواقع غير مصرّح عنها من جانب طهران، التي تدعو بدورها إلى “إغلاق” هذا الملف للتوصل إلى تفاهم.
وتأتي هذه المبادلات بين الطرفين في الوقت الذي وصلت محادثات فيينا، الرامية إلى إحياء اتفاق عام 2015، “إلى طريق مسدود”، حسبما كشف مصدر مطّلع لـ”الشرق”، في وقت سابق هذا الشهر.
ووفقاً لما أفاد به المصدر، تتعلق العقبة الأخيرة بـ”رفض” واشنطن إزالة “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” من لوائح العقوبات الأميركية، وهو موقف يتمسك به الأميركيون، الذين وافقوا على رفع اسم “الحرس” من اللوائح المذكورة، مع إبقاء العقوبات على أذرع تابعة له، من بينها “فيلق القدس”.
ومنذ نحو 11 شهراً، تخوض إيران وأطراف الاتّفاق محادثات في فيينا تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، وتهدف لإعادة واشنطن إليه، ورفع العقوبات التي فرضتها على إيران بعد انسحابها منه، في مقابل عودة الأخيرة لاحترام كامل التزاماتها التي تراجعت عنها، رداً على الانسحاب الأميركي.
المصدر: روريترز