تحتضن جزيرة صقلية في إيطاليا مكانًا ستتمكّن فيه على الأرجح من سماع اللهجة الأمريكية بين الشوارع الضيقة بدلاً من اللغة المحلية.
وأصبحت بلدة “سامبوكا دي سيسيليا” الإيطالية، التي اكتسبت سمعة لكونها واحدة من أولى الأماكن في البلاد التي قامت ببيع المنازل القديمة مقابل لا شيء تقريبًا، أشبه بـ”أمريكا صغيرة” في إيطاليا.
وانتقل إليها الكثير من الأمريكيين على الأغلب لانتهاز الفرصة لشراء العقارات، وبث حياة جديدة في البلدة.
وبدأت هذه البلدة في صقلية بجذب المشترين الأجانب في عام 2019 عندما تصدرت عناوين شبكة CNN لبيعها 16 منزلًا مقابل يورو واحد فقط لكلٍ منها، أو ما يزيد قليلاً عن دولار.
وحدث ذلك مرّة أخرى في يوليو/تموز من عام 2021 عندما عرضت البلدة 10 مبانٍ قديمة أخرى مقابل 2 يورو لكلٍ منها.
وقال نائب العمدة، جوزيبي كاسيوبو، إن جميع المشترين الجدد تقريبًا كانوا من أمريكا الشمالية.
واشترى البعض منازلهم دون رؤيتها، بينما تحدّى آخرون قيود السفر الخاصة بجائحة “كوفيد-19″، وأتوا لإلقاء نظرة.
ولكن ما الذي دفع هؤلاء لإمتلاك عقارات في أعماق صقلية تضرّرت بسبب زلزال؟ والمثير للدهشة هو أن الكثير منهم لم يرغبوا في الحصول على وجهة لقضاء الإجازات بسعر منخفض فقط، إذ أنهم يرغبون أيضًا بالمساعدة في إحياء القرية، واقتصادها.
تجديد العقارات ومنحها للآخرين
ويُخطط ديفيد ووترز، وهو رجل أعمال عبر الإنترنت من ولاية أيداهو الأمريكية، لتجديد عقاراته التي اكتسبها حديثًا في صقلية من خلال التمويل الجماعي، ثم منحها للآخرين.
واشترى ووترز، وهو شغوف بالعقارات الإيطالية، مبنيين متجاورين مقابل 500 يورو لكل منهما، وقال: “كنت أرغب في إيجاد طريقة يتمكّن فيها المستثمرون الجدّد من دعم المجتمعات الأصغر مثل سامبوكا في صقلية”.
وأوضح ووترز أنه سيتم تقديم التبرعات والخدمات لتحسين حديقة “سامبوكا”، وطرقها، وبنيتها التحتية، مضيفًا: “سنقوم بإشراك مجتمع التمويل الجماعي قدر الإمكان عبر منح الأفراد القدرة على التصويت لما سنقدمه ضمن هذه الخدمات المجتمعية”.
المزيد من العقارات
ودفع المطبخ الإيطالي الشيف المُقيم في ولاية أريزونا الأمريكية، والمؤسس المشارك لسلسلة من المطاعم في الولايات المتحدة، دانييل باتينو، إلى اتخاذ خطوة كبيرة، وشراء المبنى الوحيد المُتاح المكوّن من ثلاثة طوابق، وشرفة بانورامية بعد المزايدة بـ2،500 يورو.
ولا يعلم باتينو ما الذي يخطط للقيام به بالضبط حتّى الآن، وسواءً يجب عليه استخدام المبنى كمنزل لقضاء العطلات، أو كفرع إيطالي لسلسلة مطاعمه.
وفي الوقت الحالي، يعتقد باتينو أنه مجرّد حلم يتحقق، وفرصة له لاستكشاف ذكرياته.
وقال باتينو: “لطالما أحببت إيطاليا، وأثناء سفري سابقًا خلال مهنتي كطاه محترف، اكتشفت ثقافة الطعام في إيطاليا، وسبب أهمية الطعام بالنسبة للإيطاليين”.
ملاذ آمن للفنانين
واشترت المحامية الفرنسية الكندية، ومؤسسة منظمة لحقوق الإنسان، بريجيت دوفور، منزلين مهجورين في حي “ساراسين” التاريخي.
وبعد المُزايدة عليهما بدون رؤيتهما، كلّفها المنزل الصغير ألف يورو، بينما كلّف المنزل الأكبر مبلغ 5،850 يورو.
وترغب دوفور في مساعدة المجتمع المحلي من خلال توفير مساحة للفنانين الذين يهربون من الأزمات من جميع أنحاء العالم.
وسيكون المنزل الأصغر بمثابة منطقة سكن للفنانين، ومكانًا يمكن للفنانين فيه التعبير عن أنفسهم و”أخذ استراحة من البيئة الصعبة، والضغوطات في أوطانهم”، بحسب ما ذكرته دوفور.
وأوضحت: “يمكنهم البقاء لأسبوعين، أو شهر كامل، وأخذ الوحي من جمال صقلية وسامبوكا لإنشاء أعمال فنية تتمحور حول القضايا الجنسانية، والكرامة، وحقوق الإنسان. ويمكنهم الاستفادة من استخدام مكان جميل وآمن”.
وسيكون المنزل الثاني مسكنًا خاصًا، ومساحة إضافية للفنانين المقبلين.
المصدر: CNN Arabicالأصلي