الرئيسية » لماذا يشهد سوق العملات الرقمية انهيارا عالميا في قيمة عملات تعد مستقرة؟

لماذا يشهد سوق العملات الرقمية انهيارا عالميا في قيمة عملات تعد مستقرة؟

تعاني أسواق العملات الرقمية ترنّحا بعد أن فقدت عملة تيرا لونا Terra Luna الرقمية واسعة الاستخدام، 99 في المئة من قيمتها، ما أدى إلى تراجع كبير في قيمة عملة مشفرة “مستقرة”.

وهبطت عملة تيرا لونا Terra Luna الرقمية من ارتفاع 118 دولار الشهر الماضي إلى 0.09 دولار يوم الخميس. وقد أثّر هذا الهبوط بشكل غير مباشر على عملة رقمية مرتبطة بالدولار هي تيرا يو إس دي TerraUSD والتي عادة ما تنعم بالاستقرار.

وأدى ذلك إلى قلق لدى المستثمرين الذين سارعوا إلى التخلص مما بحوزتهم من العملات الرقمية، ما أدى بدوره إلى هبوط سوق تلك العملات.

وتحاول الشركات التي تقف وراء العملات الرقمية المستقرة أن تضمن استمرار التساوي في القيمة بين تلك العملات وأصول مستقرة مثل الدولار الأمريكي – بمعنى أن كل عملة رقمية واحدة تعادل واحد دولار، على سبيل المثال.

لكن يوم الخميس هبطت تيرا يو إس دي إلى 0.4 دولار، بحسب موقع التداول الإلكتروني كوين ماركت كاب Coin Market Cap .

كما هبطت قيمة عملة تيثر Tether، أوسع العملات الرقمية المستقرة شيوعا، والمرتبطة بالدولار الأمريكي، إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق عند 0.95 دولار.

“موجات الذعر تصيب المتداولين”

تصدّرت عبارة “انهيار العملة الرقمية” قائمة الكلمات الأكثر تداولا عبر تويتر ومحرك البحث غوغل.

وتفيد تقارير بأن إجمالي القيمة السوقية لكل العملات الرقمية مجتمعة حتى أول أمس الجمعة هو 1.12 تريليون دولار، بما يعادل نحو ثلث قيمتها في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

وقد وقعت نسبة 35 في المئة من هذه الخسارة خلال الأسبوع الجاري.

وتساوي قيمة البيتكوين الواحد حوالي 27 ألف دولار، طبقا لموقع كوين ماركت كاب – وهي أدنى قيمة له منذ ديسمبر كانون الأول 2020 – نزولًا من 70 ألف دولار تقريبا العام الماضي.

وفقدت الإيثيريوم، ثاني أوسع العملات الرقمية انتشارا، 20 في المئة من قيمتها في 24 ساعة.

وأطلق انهيار عملة تيرا يوإس دي TerraUSD شرارة ما اعتدنا على تسميته “موجات الذعر”، حيث تلجأ مؤسسات مالية كبرى إلى بيع أصول بكميات كبيرة، كما يحاول جميع المضاربين سحب أموالهم بأسرع ما في استطاعتهم، بحسب الخبير الاقتصادي فرانسيس كوبولا.

ويقول فرانسيس كوبولا: “الذعر هو بالضبط ما يحدث هنا”.

وأول أمس الجمعة، أقدمت شركة تيرافورم، التي تقف وراء عملة تيرا يوإس دي وعملة تيرا لونا، على خطوة غير مسبوقة ومثيرة للجدل تمثلت في وقف التداول على منصة بلوك تشين (قاعدة بيانات سحابية تُستخدم في عملية التداول) الخاصة بها.

وفي تغريدة عبر تويتر، قالت شركة تيرافورم إنها اضطرت إلى اتخاذ هذه الخطوة ريثما تتمكن من إعادة ترتيب أوراقها.

وفي وقت سابق، كتب دو كون مؤسس شركة تيرافورم لابس Terraform Labs تغريدة عبر تويتر قال فيها: “أتفهم كيف كانت الـ 72 ساعة الأخيرة صعبة عليكم جميعا – وأعرف أنني عازم على العمل مع كل منكم لنجتاز هذه الأزمة، وسنجد طريقنا للخروج من هذه الأزمة”.

وقد وُضعت الخطوط العريضة لعملية تستهدف إنقاذ عملة تيرا لونا عبر إطلاق المزيد من العملات الرقمية – لكن خسارة مبالغ كبيرة جعلت العديد من المغردين على تويتر يستغيثون بالشركة لمساعدتهم.

وفي غضون ذلك، قامت منصة ديسكورد Discord التي يتداول عليها المستثمرون النقاش حول القضايا الناشئة، بنشر تنبيه تقول فيه إنها قد “أُغلقت حتى لا ينشر البعض عليها ما يثير المخاوف ويؤجج الشعور بعدم اليقين، ويثير الشكوك، وينشر معلومات مضللة”.

وفي شركة تيثر، كتب رئيس القسم التقني تغريدة عبر تويتر لطمأنة المضاربين بعملة تيثر، بأن الشركة لديها ما يكفي من الاحتياطي النقدي للدفع لكل مَن يرغب في البيع.

تنظيم عملية استخدام العملات الرقمية

دعا مشرّعون ومسؤولون في عدد من البلدان إلى تنظيم عملية استخدام العملات الرقمية المستقرة.

وفي اجتماع بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء، ذكرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين عملية انهيار عملة تيرا يو إس دي TerraUSD، لتطالب مرة أخرى بوضع نظام صارم.

وقالت جانيت: “إن ذلك يوضح ببساطة أننا إزاء منتج ينمو بوتيرة سريعة، وأن ثمة مخاطر تهدد الاستقرار المالي، وأننا بحاجة إلى إطار عمل مناسب”.

وتضمّن تقرير للخزانة البريطانية الشهر الماضي خططا لتنظيم عملية استخدام العملات الرقمية المستقرة التي يتوقع التقرير أن تصبح “وسيلة دفع شائعة”.

المصدر: bbc