الرئيسية » بعد أن حلّقت أسعاره عالياً.. آسيا تزيد تصدير البنزين إلى الولايات المتحدة

بعد أن حلّقت أسعاره عالياً.. آسيا تزيد تصدير البنزين إلى الولايات المتحدة

يبدو أن أزمة البنزين المتفاقمة توشك أن تدعم أعمال مصافي التكرير الآسيوية– لا سيما تلك المتواجدة في الهند – حيث تشجع الأسعار الأمريكية المرتفعة بقوة على زيادة الصادرات.

تخطت أسعار البنزين بمحطات الوقود في الولايات المتحدة في الوقت الراهن مستوى 4 دولارات للغالون الواحد في كافة الولايات الأمريكية لأول مرة على الإطلاق مع قرب موسم قيادة السيارات الصيفي.

وتوقعت “جيه بي مورغان تشيس آند كو” الأسبوع الجاري ارتفاع سعر البنزين في الولايات المتحدة إلى 6.20 دولار للغالون الواحد بحلول شهر أغسطس، وهو ما قد يعد ضعف السعر قبل عام.

أسعار البنزين في أمريكا تقفز لمستوى قياسي والمصافي تكافح لتلبية الطلب

تقدم وقود السيارات على وقود الديزل باعتباره المحور الأساسي للمخاوف المرتبطة بإمدادات الوقود، في ظل زيادة النقص في السوق في أنحاء نظام التكرير على مستوى العالم الذي تعرض لعمليات إغلاق على مدى السنتين الماضيتين جراء وباء كوفيد -19 في آسيا، تضاعفت هوامش أرباح البنزين إلى ما يفوق 33 دولاراً لكل برميل منذ نهاية شهر مارس المنصرم، وتخطت هوامش أرباح الديزل، والتي هبطت عن مستوى الذروة في أوائل شهر مايو الجاري.

نفط

قال ديلان سيم، المحلل في شركة “إف جي إي” (FGE): ” يتعين أن يؤدي النقص في حوض الأطلسي، لا سيما الولايات المتحدة، إلى استمرار توجه البنزين الآسيوي نحو الغرب”. وتابع: “سيأتي هذا بشكل أساسي عبر الهند، حيث أجلت مصافي كبرى عديدة في البلاد أعمال الصيانة المخطط لها إلى الفترة الممتدة من شهر أغسطس إلى سبتمبر”.

من جانب آخر، قالت شركة الاستشارات في القطاع في رسالة إن عجز البنزين في آسيا سيتراجع من حوالي 260 ألف برميل يومياً في شهر يونيو إلى 110 آلاف برميل يومياً في غضون الشهور الثلاثة حتى سبتمبر المقبل مع عودة معامل التكرير من أعمال الصيانة وتكثيف العمل بمنشأة “بريفكيم”(PRefChem) في ماليزيا. من المفترض أن يوفر ذلك مجالاً أكبر لتزيد محطات المعالجة في المنطقة الصادرات.

أكبر شركة بيع وقود في الهند ترفع أسعار البنزين والديزل

من الأرجح أن تأتي الشحنات الهندية من المصافي الخاصة على غرار شركات “ريليانس إنداستريز”( Reliance Industries) وشركة “نايارا إنرجي”(Nayara Energy)، خاصة في ظل التزام محطات المعالجة المملوكة للدولة بتلبية الطلب المحلي.

وارتفعت صادرات البلاد من البنزين إلى أعلى مستوى لها خلال 5 أعوام لتسجل 1.6 مليون طن في شهر مارس- وهو أحدث عرض للبيانات المتوافرة- كما أن الأسعار المحلية التي ظلت دون تغير منذ أوائل شهر أبريل الماضي تشجع المصافي على إرسال أكبر كمية ممكنة من الوقود إلى الخارج.

تتمثل العوامل التي من الممكن أن تقلص من كمية البنزين التي يمكن أن ترسلها آسيا إلى الولايات المتحدة في عودة الطلب الصيني، أو تسارع معدلات الاستهلاك في باقي المنطقة.

وهبطت عمليات معالجة النفط الخام في أكبر اقتصاد في آسيا إلى أدنى مستوى لها منذ ما يزيد على سنتين خلال الشهر الماضي، لكنها ربما تتعافى سريعاً في حال استطاعت الصين تجاوز أسوأ موجة تفشي لوباء فيروس كورونا.

إغلاقات كورونا تغيِّم على رؤية اقتصاد الصين

قال ماكس فان دير فيلدين، المحلل في شركة “وود ماكينزي”( Wood Mackenzie) إنه في حين يستمر عدم تعافي الصين حتى الآن من الأضرار التي لحقت بالطلب على النفط جراء وباء كوفيد-19، يرتفع استهلاك الوقود في مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا بشدة في ظل تخفيف القيود.

المصدر: بلومبيرغ