الماسونية, الصهيونية, الغرب .. مفردات ترتبط ارتباطا وثيقا بالمؤامرة, تلك النظرية التي تعتقد بها الفئة العظمى من الشعوب.
فالشعب الأميركي أيّام الحرب الباردة كان يؤمن بأنّ القوّة الاشتراكية كانت تتآمر وتخطّط للقضاء عليه. وفئة آخرى غير قليلة من الشعب الفرنسي كانت تؤمن بتدبير وتخطيط الأميركيين للقضاء على الثقافة الفرانكفونية!!
فماذا عن الشعوب في العالمَين العربي والإسلامي ؟
لا تخفى علينا تلك الفئة الكبيرة التي تعتقد بثبوت نظرية المؤامرة _ وأنا لا أنفيها _ لكنّ المؤسف أن نرى البعض يذيعها بطريقة تضعف الآخرين وتحطّ من الآمال وتدعو إلى الخنوع والاستسلام.
إذ يقول أحدهم " إن كلّ الحكّام المسلمين عملاء للغرب وما هم بمسلمين بل إنّهم أشد الناس عداء للإسلام " ويقولُ آخر " ما الثورات العربية إلا مؤامرات كونيّة على بلاد الممانعة والمقاومة " !!
والأمثلة كثيرة على مزاعم هؤلاء, تلك المزاعم التي تستهين بقدرة الشعوب وعقولهم, وتستحقرهم وتنفي وجودهم.
مزاعم عمادها التعميم في استغباء الناس, وبرفض التعميم تسقط المؤامرة, وإذا كانت المؤامرة تدبير وتخطيط, فهي تسقط أيضا بالتدبير والتخطيط.
يقولُ أحد المفكرين " المؤامرة نادرا ما قادت حركة التاريخ, لكنّها قد تحدث فارقا هامشيا في التاريخ "
فمن فكّر واعتقد بالمؤامرة, واجب عليه أن يطرحها بشكل إيجابي, لا أن يطرحها كوحشٍ راح ينهش كلّ الثورات, ومحاولات النهضة, لتضعف من شأنها وتسيطر على كلّ فكر عاجزٍ عن التغيير.
قال تعالى : (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ))
اللهمّ دبّر لنا أمورنا فإنّنا لا نُجيد التدبير.
محمد الخطيب – شهبا برس