ابتكر علماء جامعة نورث وسترن في إلينوي أصغر روبوت في العالم يشبه سرطان البحر، يمشي على أرجل يتم التحكم بحركته عند بعد.
وتشير مجلة Science Robotics، إلى أن عرض هذا الروبوت نصف ملليمتر فقط، يمكنه الانحناء والدوران والزحف والمشي وحتى القفز من دون مساعدة معدات هيدروليكية أو كهربائية.
وهذا الروبوت الصغير مصنوع من سبائك متذكرة للشكل. فعند التسخين، يعود هيكله إلى شكله الأصلي.
وبعد التبريد، تساعد طبقة الطلاء الزجاجي الرقيقة على ثنيه مرة أخرى. أي أنه يمشي عندما تنحني أرجله وتستقيم.
ويتم التحكم بحركته بواسطة حركة شعاع الليزر، أي إذا انحرف الشعاع نحو اليمين يتجه الروبوت نحو اليمين أيضا وهكذا.
ووفقا للمبتكرين، يمكن أن تستخدم هذه الروبوتات الصغيرة مستقبلا في صيانة أو تجميع هياكل صغيرة أو كمساعدين للجراحين، حيث يمكنها تنظيف الشرايين من الجلطات الدموية وإيقاف النزيف الداخلي وحتى إزالة الأورام السرطانية.
ولكن قبل استخدامها داخل جسم الإنسان، يجب على المبتكرين تحديد كيفية تسخينها بواسطة الليزر. لذلك فإن مسألة استخدامها داخل جسم الإنسان أمر مشكوك فيه حاليا.
ووفقا للمهندسين يمكن إنتاج روبوتات متحركة من هذا النوع بأحجام مجسمة مختلفة.
المصدر: Science Robotics
اقرأ أيضاً: “روبوت شيف”.. باحثون يطوّرون روبوت يطهو الطعام ويتذوقه ويعدّله
تستطيع الروبوتات في عصرنا الحالي، رؤية طيف أعرض من الأطوال الموجية وتسمع مدى أكبر من الترددات الصوتية، علاوة على أنها تستطيع الشعور باللمس ولا تختلف حساسيتها في ذلك كثيرًا عن حساسية البشر.
ولكنها بعيدة جدًا عن قدرات الإنسان فيما يخص حاسة التذوق.
ومع أن حاسة التذوق جوهرية للإنسان البالغ والطفل الوليد على السواء، فإن الأمر يختلف تمامًا مع الروبوتات، فتكنولوجيا التذوق مازالت متأخرةً عن إمكانات لسان البشر المعقدة.
يحاول صانعو الروبوتات وعلماء الغذاء معًا تطوير هذه التكنولوجيا، ومن الأفكار المقترحة، صنع ذراع للتذوق يمكن للروبوت تحريكه بحرية.
طبّق باحثون من جامعة كامبردج تلك الفكرة وصنعوا هذا الروبوت، واختبروا قدرته على تذوق أطباق عدة تحتوي على البيض. ونشر البحث في مجلة Frontiers in Robotics and AI.
لم يكن هذا الروبوت الأول من نوعه لدى جامعة كامبردج، فقد صنعت من قبل روبوتًا قادرًا على صناعة البيض المقلي، إضافةً إلى قدرته على تحسين عملية الإنتاج من طريق استقباله انطباعات الزبائن.
ويعمل الروبوت حاليًا مثل العديد من الروبوتات الأخرى العاملة في المطاعم، خاصةً في المهام الروتينية المتكررة.
على جانب آخر، أسس بعض مهندسي إم آي تي-MIT مطعم سبايس-Spyce في مدينة بوسطن، وفيه يمكن للزبائن مشاهدة الآلات وهي تعد الطعام حسب الطلب.
وفي بداية عمله، راودت أصحابه أحلام النجاح والتوسع ثم افتتاح سلسلة مطاعم على طول ساحل الولايات المتحدة الشرقي، ولكن استقبال الزبائن المتباين أدى في نهاية الأمر إلى إغلاق المطعم أول العام الجاري.
من الممكن أن تغدو بعض مهام الطبخ الأساسية عقبةً بالغة الصعوبة بالنسبة إلى الروبوتات.
في بريطانيا مثلاً، تبيع أحد الشركات الناشئة مجموعةً من أذرع الطهي الروبوتية قادرة على إعداد آلاف الوصفات بسعر 300 ألف دولار، شريطة أن يقوم مساعد بشري بتقطيع الخضروات لها.
يقول غريغورز سوتشاكي، المهندس في كامبردج وأحد ناشري البحث: «عجزت الروبوتات أيضًا عن تذوق الطعام وهي حاسة مهمة جدًا لكي تتابع عملية طهي الطعام. طبعًا، ينجز البشر هذه المهمة بمنتهى السلاسة».
لكن هذه المشكلة لها حل، لأن عملية التذوق عملية كيميائية أساسًا، فالنكهات ما هي إلا ترجمة عقلك لما يلمس لسانك من جزيئات. مثلًا، الحوامض طعمها لاذع، بينما القلويات طعمها مر.
وتعطي بعض الأحماض الأمينية طعمًا شهيًا، أما الأملاح فطعمها مالح بالطبع. ويعود الشعور بالأطعمة الحريفة -مثل الفلفل- إلى أحد المركبات الكيميائية (كابسايسين).
حاول الباحثون لسنوات طوال صنع لسان إلكتروني، بمعنى جهاز يحاكي اللسان الطبيعي من طريق استشعار الجزيئات، حتى أن بعض هذه المحاولات اتخذت شكل اللسان الحقيقي نفسه، واستُخدمت في تذوق عصير البرتقال.
في الواقع، الألسنة الإلكترونية ما هي إلا تقليد فقير للسان الطبيعي. يتعين خلط المادة بالماء أولًا -حتى لو كانت شبه صلبة مثل العسل- لكي يستطيع هذا الجهاز تذوقها، وينبغي أن يكون الماء نقيًا تمامًا وخاليًا من أي جزيئات غير مرغوبة.
يستطيع اللسان الإلكتروني تذوق الجبن أو وجبة دجاج مطهية، ولكن يجب أن يذوب شخص عينة الطعام في الماء مسبقًا للروبوت. لا نعتقد طبعًا أننا سنجد طاهيًا حقيقيًا يمكنه الانتظار 10 دقائق للحصول على نتيجة التذوق!
ومع ذلك، تُعبر نتيجة التذوق هذه عن حالة العيّنة عند لحظة معينة فحسب، وهذا لا يصلح للحكم على جودة الطعم.
كل محبي الأكل يعلمون أن التذوق عملية أعقد بكثير من أخذ عينة كيميائية من طعام سائل. يتغير الطعم مع كل قضمة، والتوابل المختلفة تعطي مذاقات متعددة في كل قطعة، حتى أن طعم القضمة الواحدة يتغير مع المضغ، في أثناء اختلاط اللعاب وإنزيمات الهضم بالأكل داخل الفم.
يطمح فريق كامبريدج للعمل على حل هذه المشكلة تحديدًا. وخلصوا إلى ابتكار ذراع متحرك للتذوق بدلًا من صنع جهاز يحاكي اللسان. يرغب الباحثون في تمكين الروبوت من أخذ عينات متعددة من الطبق في أثناء إعداده، وصُنع ما أسموه «خريطة الطعم».
يقول خوسيه هيوجز اختصاصي الروبوتات في سويسرا وأحد أعضاء مجموعة العمل في جامعة كامبردج (ليس من ناشري الدراسة): «وجه الاختلاف عن باقي الألسنة الإلكترونية السابقة هو في إعطاء هذا الروبوت القدرة على التحكم في الحركة واختيار مكان أخذ عينة التذوق».
صنع الباحثون تسع عينات مختلفة من أطباق البيض البسيطة، كل بمقادير مختلفة من الملح والطماطم.
استطاع الروبوت صنع مخطط لدرجة ملوحة كل طبق. بعد ذلك وضع الباحثون كل طبق في خلاط لاختبار قدرة الروبوت على تحديد الفروق بين كل طبق بعدما أصبحت العينة مطحونةً بنحو يشبه الطعام الممضوغ داخل الفم.
تمكن الباحثون من صنع خريطة للملوحة بدقة عالية تفوقت على كل ما سبقها من ألسنة إلكترونية. بطبيعة الحال، الملوحة هي وجه واحد فقط من أوجه الطعام.
ويأمل الباحثون في تطوير الجهاز في المستقبل لتذوق الطعم الحلو أو كمية الزيت. على أي حال، مضغ الطعام في الفم ليس مثل طحنه في الخلاط.
يستطرد هيوجز: «ربما نرى في المستقبل القريب روبوتًا مساعدًا في المطبخ، ولكننا مازلنا في حاجة إلى الكثير من التقدم مثل عملنا هذا من أجل تطوير روبوت يمكنه تذوق الطعام وتقطيعه وطبخه إضافةً إلى تعلم الوصفات مثل أي طاه حقيقي».
وربما يكون تعلم الطهي أسهل بكثير من سعي المهندسين لصنع طاه روبوتي يستطيع العمل في البيوت والمطاعم
المصدر: popsci.com ترجمة: ibelieveinsci