باستثمار 170 مليون دولار، وقَّع مجمع مناجم الجزائر مع شركة أوزمرت التركية Özmert Demir-Çelik Şirketi اتفاقية لتخصيب خامات الحديد في منجمين شرقي الجزائر بحجم إنتاج 7 ملايين طن سنويا.
وتم التوقيع في مقر مجمع مناجم الجزائر الحكومي بالعاصمة الجزائر بإشراف وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب.
وقالت وزارة الطاقة الجزائرية، في بيان اليوم، إن الاتفاقية مع شركة أوزمرت التركية (متواجدة بفرعها في الجزائر منذ 2007) هي “جزء من خطة تطوير وتثمين رواسب خام الحديد في منجمي الونزة وبوخضرة بولاية تبسة (قرب الحدود التونسية)”.
وخامات الحديد التي ستُستخرج من هذين المنجمين يتم توجيهها إلى مصانع في الجزائر كمادة أولية لإنتاج الحديد.
ووفق نص الاتفاقية، تتعلق هذه الشراكة بعملية تجارية في شكل عقود بيع خامات الحديد من الجانب الجزائري للشركة التركية، على أساس استخراج كميات كبيرة من الخام تتراوح بين 6 و7 ملايين طن سنويا.
وعلى المدى القصير سيتم بيع خامات الحديد من مجمع مناجم الجزائر أو الشركات التابعة له لفرع شركة أوزمرت في الجزائر بحجم 100 ألف طن عام 2022، على أن تصل الكمية 500 ألف طن في 2028.
أما على المدى المتوسط والطويل، فسيعمل الجانبان على تخصيب خامات الحديد بإنتاج مركزاته: إنتاج كريات خامات الحديد من خام مخصب أو مركز، وإنتاج المنتجات شبه المصنعة، وتسويق المنتجات بما في ذلك التصدير.
وقال وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، في مؤتمر صحفي على هامش توقيع الاتفاقية، إنه “مشروع هام جدا لأنه يدخل في إطار برنامج الحكومة لتطوير قطاع المناجم” .
وأوضح أن أهميته تكمن في “تحويل خامات الحديد إلى مادة أولية لفائدة مصانع الحديد بعد أن كانت هذه المادة الأولية تُستورد من الخارج لأننا لا نقوم بهذا التخصيب حاليا في الجزائر”.
وأفاد بأن الجزائر تستورد حاليا ما قيمته مليار دولار سنويا من المواد الأولية الخاصة بمصانع الحديد.
وتابع عرقاب: “نطمح مستقبلا إلى تصدير هذه المواد الأولية لصناعة الحديد، بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي محليا”.
فيما قال مدير مجمع مناجم الجزائر محمد صخر: “هذه الاتفاقية هي شراكة إستراتيجية ستسمح بتخصيب خام الحديد المتواجد بكميات كبيرة بهذه المنطقة لتصبح مادة أولية قابلة للتحويل عبر شركة أوزمرت التي تقوم بصناعة الحديد في الجزائر”.
وأوضح أن “هذه الشراكة ستسمح بتخصيب خامات الحديد لفائدة مجمع مناجم الجزائر وجعلها تصبح مادة أولية لتغطية السوق الوطنية من هذه الاحتياجات التي نستوردها حاليا وتصدير الفائض مستقبلا”.
أما مالك شركة أوزمرت التركية عدنان تونج فقال: “الجزائر هي بلد الطاقة والطاقة هي أهم الثروات حاليا في العالم وإنتاج الحديد والفولاذ في الجزائر مهم لنا أيضا”.
وتابع: “نسعى إلى رفع حجم إنتاجنا من الحديد بالجزائر من نصف مليون طن إلى مليون طن. ونحظى بدعم كبير من وزارة الطاقة الجزائرية الأمر الذي دفعنا إلى تأسيس مشروعنا الجديد”.
وأُسس فرع شركة أوزمرت بالجزائر في أبريل/ نيسان 2007 ولديه مصنع لإنتاج الصلب بسعة 500 ألف طن سنويا من الفولاذ السائل في منطقة عين تموشنت (غرب) ويطمح إلى إنتاج مليون طن سنويا.
وقال المستشار التجاري بالسفارة التركية في الجزائر أوميد آلب أصلان قيليج للأناضول: “هذا المشروع بقيمة 170 مليون دولار”.
وأضاف: “نرى أن هناك دعما من السلطات الجزائرية لاستثمارات الشركات التركية، ونحن سعداء جدا بهذا الدعم ونتوقع ازدياد حجم استثمارات الشركات التركية مستقبلا”.
وأوضح أن “حجم الاستثمار التركي في الجزائر وصل إلى نحو 4 مليارات دولار، ونتوقع أن يتجاوز 5 مليارات دولار في الأمد القريب”.
المصدر: الأناضول