أظهرت دراسة جديدة أن البليزوصور – وهو ديناصور كان يُعتقد في السابق أنه يعيش فقط في المياه المالحة – أمضى معظم أوقات حياته في المياه العذبة.
ومن المرجح أن يغذي هذا الاكتشاف قناعات بعض من يؤمنون بوجود وحش يعيش في بحيرة لوخ نيس، والذين يسعون منذ قرون لإثبات أن الأسطورة حقيقية، كما يزعم البعض أن “وحش نيس” كان من سلالة البليزوصور.
وقال عالم الحفريات والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت بمجلة Cretaceous Research، نيك لونجريتش ، لشبكة سي بي إس نيوز : “كعالم، لا يمكنني أبدًا أن أقول إن أي شيء مستحيل، فكل الفرضيات مطروحة على الطاولة على مستوى ما إلى أن يثبت خطأها”.
وقال لونجريتش إن فريقًا من علماء الأحافير من جامعة باث وجامعة بورتسموث في المملكة المتحدة وجامعة الحسن الثاني في المغرب اكتشفوا “الكثير من حفريات بليزيوصور المختلفة” داخل نظام نهري يرجع عمره إلى 100 مليون عام وأصبح الآن جزءًا من المغرب ومنطقة الصحراء الكبرى، وقال إن النتائج كانت “مفاجئة بعض الشيء”.
ويقول العلماء إنه نظراً لأن هذا النوع من الديناصورات عُرف بالعيش في المياه المالحة فقط، فإن اكتشاف بقاياه في منطقة كانت تعرف بوجود مياه عذبة، وفرضية أن وحش لوخ نيس هو من سلالة البليزوصور فإن احتمال وجود هذا الوحش في الواقع أمر يستدعي التفكير، على الرغم من أن كافة الأبحاث والدراسات التي أجريت على البحيرة إلى اليوم أثبتت عدم وجود أي نوع من الديناصورات فيها بأي شكل.
صورة نشرتها صحيفة ديلي ميل في 21 أبريل 1934 لوحش لوخ نيس وتم الكشف أنها خدعة في عام 1999.
وقال لونجريتش “إن البقايا المتحجرة تشير إلى أن هذه المجموعة من الحيوانات كانت قادرة على استغلال بيئات المياه العذبة والعيش فيها”.
وقال العلماء إن الحفريات التي تم العثور عليها تضمنت عظاماً وأسناناً لحيوانات بالغة وبقايا لحيوان واحد صغير، منتشرة في أماكن مختلفة، مما يشير إلى مكان نفوق الحيوانات وكذلك المكان الذي كانت تعيش فيه بشكل جماعي.
وقال لونجريتش: “وجدنا الكثير من الحفريات التي تشير إلى أن هذه الحيوانات كانت موجودة هناك بشكل روتيني وربما قضت الكثير من حياتها – إن لم يكن كلها – في المياه العذبة”.
يقول بعض المؤمنين بقصة وحش لوخ نيس التي تعود إلى قرون، إن المخلوق الغامض شوهد آخر مرة على قيد الحياة في المياه العذبة في بحيرة لوخ نيس في المرتفعات الاسكتلندية. لكن بعض العلماء يشككون في إمكانية أن يستمر ديناصور – عاش قبل ملايين السنين – على قيد الحياة في المياه المظلمة والمتجمدة في البحيرة، والتي تشكلت قبل 10 آلاف عام فقط خلال العصر الجليدي، بحسب ما نشر موقع ساينس دايلي.
تشير الدراسة إلى أن هذه المجموعة من الديناصورات كانت قادرة على استغلال بيئات المياه العذبة والعيش فيها
يشير الاكتشاف الأخير أيضاً إلى أن آخر أنواع البليزوصورات انقرضت في الوقت نفسه، تقريبًا مثل بقية الديناصورات قبل 66 مليون عام، وهو ما يتعارض مع ادعاءات بعض المؤمنين بوجود وحش بحيرة لوخ نيس الذين يقولون إن المخلوق شوهد آخر مرة على قيد الحياة في عام 1975.
وقال لونجريتش: “يمكننا أن نجد وحش بحيرة لوخ نيس غداً. يمكن أن يكون بليزيصور …. ومع ذلك، يعد الاحتمال بعيداً للغاية بالنظر إلى الأدلة التي لدينا في هذه المرحلة.”
ومع ذلك ، قال علماء الحفريات إن احتمال أن تقوم الدراسة بعمل ارتباط بين البليزوصور وما يسمى بوحش بحيرة لوخ نيس هو احتمال “معقول”.
المصدر: DW.COM