حرارة شديدة وأمطار غزيرة وفيضانات استثنائية وحرائق غابات وعواصف وتفاقم ظروف الجفاف، كل ذلك ليس سوى مجرد أمثلة على ظواهر مناخية متطرفة ومتعاكسة تزداد شدتها وتتسارع وتيرتها عبر العالم، لكن الأسوأ لم يأت بعد.
بهذه الجملة لخّص “نواه ديفنباف” عالم المناخ الأميركي والأستاذ بجامعة ستانفورد رأيه بشأن ما يشهده العالم حاليا من تقلبات شديدة للمناخ، قائلا إن ما يحدث مطابق تماما لتنبؤات الدراسات التي ما فتئت تنشر منذ سنوات عديدة حول عواقب تغير المناخ، “وكل شيء يشي بأن هذه الظواهر ستستمر بالتفاقم في السنوات القادمة”، على حد تعبيره.
ديفنباف قال في مقابلة مع صحيفة “ليبراسيون” (Liberation) إن تغير المناخ هو أحد الآثار الجانبية لممارسات اعتمدنا عليها لبناء اقتصاد ومجتمع صناعي معقد للغاية مثل حرق الوقود الأحفوري.
وأضاف أن معالجة هذا الأمر لن تكون سهلة، فحتى إذا تمكنا من تحقيق أكثر أهدافنا طموحا لخفض الانبعاثات في غضون سنوات قليلة، فإن التلوث سيستمر في هذه الأثناء، ويمكننا أن نتوقع ارتفاعا في درجات الحرارة أكثر من الوقت الحالي، وبالتالي المزيد من الظواهر المتطرفة التي لم نشهدها حتى الآن.
لذلك، هناك تحدٍ واضح يتمثل في عدم الاكتفاء بسد الفجوة بين المناخ الحالي وأنظمتنا (الحضرية، والسياسية، والبنية التحتية)، وكلها متطورة للغاية، ولكن عفا عليها الزمن، لأنها صممت للاستجابة لظواهر مناخية سابقة، مشيرا إلى أن التحدي الأهم هو توقع المناخ المقبل للاستعداد له.
وأبرز أن الصدمات المناخية الشديدة والمدمرة في آسيا وأفريقيا وأوروبا والفيضانات القاتلة في كنتاكي والحرائق العملاقة في كاليفورنيا تتطلب منا أن نستجيب لكوارث اللحظة وأن نخطط للمستقبل ونبني الآن ما يمكّننا من الصمود في مواجهة الكوارث المناخية المستقبلية.
المصدر: ترجمات