بدأت طبقة الستراتوسفير فوق القطب الشمالي بالاضطراب نتيجة لانخفاض مدة شروق الشمس، ويعمل على انخفاض درجات الحرارة بشكل لافت وسريع في طبقة الستراتوسفير.
الأمر الذي يؤدي إلى انتاج انعكاس في اتجاه الرياح التي تدور فوق القبة القطبية الشمالية، لتصبح من الغرب الى الشرق، مما يعني بداية التبريد في النصف الشمالي من الأرض بشكل رئيسي مما يعني انطلاق الموسم الشتوي مناخياً.
ما هي الدوامة القطبية الستراتوسفيرية؟
تشبه الدوامة القطبية إعصارًا كبيرًا يتشكل عندما تبدأ طبقة الستراتوسفير فوق القطب الشمالي في التبريد، فينخفض الضغط بشدة في طبقة الستراتوسفير وتشتد سرعة الرياح بشكل هائل.
وحتى يتنسى لنا فهم منظومة الغلاف الجوي، فان الحالات الجوية بجميع اشكالها من منخفضات ومرتفعات جوية وخلافة أي (الطقس الذي نتأثر به) تحدث في أدنى طبقة من الغلاف الجوي والتي تسمى طبقة التروبوسفير.
ويصل ارتفاعها إلى حوالي 8 كيلومترات (5 أميال) فوق المناطق القطبية وما يصل إلى حوالي 14-16 كيلومترًا (9-10 أميال) فوق المناطق المدارية.
وفوقها توجد طبقة اسمك بكثير تسمى الستراتوسفير. وتعتبر هذه الطبقة شديدة الجفاف، يبلغ سمكها حوالي 30 كم. وتحتوي على فيه طبقة الأوزون.
وعندما تتحدث مراكز الطقس والمناخ عن الدوامة القطبية وتأثيرها، فإن 90٪ مما يتحدثون عنه هو الجزء العلوي من الستراتوسفير.
تدور الدوامة القطبية الستراتوسفيرية عالياً فوق طقسنا وتلعب دورًا رئيسيًا في تطوير أنماط الطقس الشتوي عبر نصف الكرة الشمالي بأكمله.
كل عام مع اقترابنا من الخريف، يبدأ القطب الشمالي في البرودة. تزامناً مع بقاء الغلاف الجوي في الجنوب دافئًا نسبيًا حيث يستمر في تلقي الطاقة من الشمس. يتسبب هذا الاختلاف في درجة الحرارة في انخفاض الضغط فوق المناطق القطبية.
ومع انخفاض درجة الحرارة والضغط فوق القطب وازدياد الاختلاف والفرق في درجة الحرارة في الجنوب، فان منطقة ضغط منخفض كبيرة ومركزية (إعصارية) تبدأ في بناء نفسها عبر نصف الارض الشمالي. مما يؤدي إلى إنشاء نظام دوران كبير للرياح يسير في عكس اتجاه عقارب الساعة.
كما لاحظتم، فان الدوامة القطبية تشبه إعصارًا كبيرًا جدًا، يغطي القطب الشمالي بأكمله وصولًا إلى خطوط العرض الوسطى.
وعند تمدد اذرع هذه القبة القطبية صوب الجنوب فانها في العادة تجلب معها انماط الطقس البارد جداً في فصل الشتاء.
وبعد اعطائكم لمحة عن الدوامة القطبية “الستراتوسفيرية”، دعونا الان نناقش استيقاظ الدوامة القطبية في الجزء الشمالي من الأرض للموسم الحالي 2021-2022.
استيقاظ الدوامة القطبية الستراتوسفيرية للموسم الشتوي 2021-2022
تنخفض حالياً درجة الحرارة في طبقة الستراتوسفير بشكل مستمر، توضح الصورة أدناه توقعات الفرق في درجة الحرارة في الأسبوعين المقبلين، في طبقة الستراتوسفير.
اضافة إلى درجة الحرارة بدأ الضغط أيضًا في الانخفاض بسرعة. تُظهر الصورة أدناه الارتفاع الجغرافي المحتمل لمستوى 10 هيكتاباسكال (ارتفاع حوالي 30 كم)، ويمكننا أن نرى منطقة الضغط المنخفض الأصغر تبدأ في التطور فوق الدائرة القطبية الشمالية.
هذا هو أساس الدوامة القطبية الفعلية لفصل الشتاء القادم 2021/2022، يمكننا أن نرى جزئاً باردًا بدأ في التطور فوق القبة القطبية.
هذا هو قلب الدوامة القطبية، فكلما ازدادت برودة، أصبحت الدوامة القطبية أقوى، وذلك لان قوة الدوامة القطبية تتغذى على فرق درجة الحرارة والضغط بين المنطقتين القطبية والجنوبية من نصف الكرة الشمالي.
وتمثل الصورة في الاسفل التوقعات لاواخر شهر سبتمبر للدوامة القطبية الستراتوسفيرية الشمالية، يمكننا أن نرى الدوامة القطبية أكثر تطوراً وتتزايد بسرعة في الحجم والتأثير. وكلما انخفض الضغط في الدوامة القطبية، فإن هذا يزيد من سرعة الرياح. كلما أصبحت أقوى كلما اصبحت اكثر تأثيرا على طقسنا.
وتظهر الصورة التالية التنبؤات الخاصة بالتيار النفاث عند مستوى 10 هيكتاباسكال اي بارتفاع (حوالي 30 كم)، وعند مقارنتها بالمتوسط العام باللون الاصفر, يظهر لدينا أن الدوامة القطبية تتمتع ببداية أكثر نشاطًا من المعتاد وقوة حتى الان.
وهذا بدوره يعني اننا امام تبريد سابق لاوانه سيؤدي الى انخفاض درجات الحرارة في النصف الشمالي من الأرض بصورة اكبر من المعتاد “شتاء ابرد من المعتاد”.
المصدر: المركز العربي للمناخ