أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية “ناسا” أن المركبة “إنسايت”، الموجودة على سطح المريخ منذ عام 2018، ستنفد طاقتها وتتوقف عن العمل في غضون ما بين أربعة إلى ثمانية أسابيع، فيما تحدث علماء عن تفاصيل رصدتها في مهمتها التي استمرت أربعة أعوام.
وفي إفادة صحفية، قال بروس بانيردت، عالم فيزياء الكواكب بمختبر الدفع النفاث التابع لـ”ناسا” والمحقق الرئيسي لبعثة “إنسايت”، إن الغبار يتراكم على الألواح الشمسية التي تجلب الطاقة للمركبة، وإن الوضع يتفاقم بسبب عاصفة ترابية الأمر الذي يستنفد بطارياتها.
طاقة المركبة تنفد
وكان من المقرر أن تستمر مهمة “إنسايت”، التي ساعدت في الكشف عن التركيب الداخلي للمريخ ونشاطه الزلزالي، لمدة عامين ولكن تم تمديدها إلى أربعة.
وأوضح بانيردت أنه عندما تنفد الطاقة، ستفقد “ناسا” الاتصال بالمركبة.
إنجازات “إنسايت”
وأضاف: “حققت إنسايت نجاحًا يفوق توقعاتي. لقد حددنا سماكة القشرة، وحجم وكثافة القلب الداخلي، وتفاصيل بنية السطح الخارجي. ولأول مرة أصبحت لدينا خريطة شاملة مفصلة للجزء الداخلي العميق لكوكب آخر بخلاف الأرض والقمر”.
كما كشفت “إنسايت” أن المريخ نشط زلزاليًا، حيث رصدت 1318 هزة. ونشرت ورقتان بحثيتان في دورية “ساينس” تفاصيل حول الضربات النيزكية على سطح المريخ التي اكتشفتها “إنسايت” في سبتمبر/ أيلول وديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي. وأظهرت الموجات الزلزالية الناتجة عن الضربات تفاصيل جديدة حول بنية قشرة المريخ، والطبقة الخارجية للكوكب.
وكان من بين الأشياء ذات الأهمية الخاصة صخرة فضائية يتراوح قطرها بين خمسة أمتار و12 مترًا والتي تحطمت في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي في منطقة تسمى أمازونيس بلانيتيا، حيث نحتت حفرة بعرض 150 مترًا وعمق 21 مترًا. وتدخل أجسام ضخمة مماثلة إلى الغلاف الجوي للأرض حوالي مرة واحدة سنويًا ولكنها تحترق عمومًا في الغلاف الجوي السميك لكوكبنا.
المركبة “برسيفيرنس”
لكن “إنسايت” ليست مركبة “ناسا” الوحيدة على الكوكب الأحمر، بل يوجد على سطح المريخ مركبة “برسيفيرنس” منذ فبراير/ شباط 2021 ومهمتها البحث عن دلائل حياة على الكوكب.
وهبطت المركبة الضخمة في فوهة جيزيرو التي يعتقد العلماء أنها كانت تحتوي على بحيرة قبل 3.5 مليارات سنة، والتي تعتبر أخطر موقع هبوط على الإطلاق بسبب تضاريسه.
وتعتزم “ناسا” استمرار تشغيل “برسيفيرنس” حتى يناير/ كانون الثاني 2023، وهي تقوم بإرسال الصور بشكل مستمر وتبحث عن العينات لدراستها، في محاولة لاكتشاف آثار لكائنات دقيقة قديمة كان يعجّ بها المريخ على الأرجح قبل ثلاثة مليارات سنة.
وبعد يومين فقط على هبوط المركبة على المريخ، نشرت “ناسا” أول مقطع صوتي من المريخ تمكنت المركبة من التقاطه. وكان المقطع عبارة عن صوت رياح خفيفة.
كما التقطت المركبة صورًا عديدة من سطح المريخ، وكشفت عن حطام هو عبارة عن مظلة وغطاء مخروطي الشكل ساعد في هبوطها قبل عام على المريخ. وأرسلت فيديو لكسوف الشمس من على سطح كوكب المريخ.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، رصدت “برسيفيرنس” ما بدا أنه قطعة قماش محشورة بين صخرتين على كوكب المريخ.
المصدر: وكالات