الرئيسية » ” لاجئون منسيون ” تحت شمس تموز الحارقة

” لاجئون منسيون ” تحت شمس تموز الحارقة

تكرار الحديث عن المأساة لن يفقدها الأهمية القصوى التي تحتل ملف سورية الإنساني , وأكاد أجزم أن ماتم تغطيته إعلامياً حول الموضوع يكاد يكون جزء صغيراً جداً بالنسبة للحجم الحقيقي .

 

ربما لطول الفترة الزمنية دور كبير في زيادة معاناة اللاجئين السوريين الذين رحلوا عن ديارهم بشكل مؤقت وفي تجمعات مؤقتة لايمكن لهذه المخيمات البسيطة التي أعدت على عجل أن تقيهم حر الصيف الحارق ولا برد الشتاء القارس , كما كان لطول الفترة الزمنية دور في إحجام الكثير من المؤسسات الخيرية عن العمل وربما تململها من الأعداد الكبيرة والتي تزداد يوماً بعد يوم .

 

مخيم إكدة الحدودي كان آخر المخيمات إنشاء حيث إستوعب الكثير من العائلات التي نزحت عن قراها بسبب إستهداف قوات الأسد لريف حلب الشمالي بالطيران الحربي , ولايزال هذا المخيم بحاجة للكثير من الوسائل ليصبح قادراً على إستياعب الوافدين بشكل إنساني وبحدوده الدنيا , ورغم الجهود المبذولة من قبل عدة جهات ومؤسسات إغاثية إلا أنها تشتكي قلة الموارد مع إزدياد الطلب عليها من النازحين وزيادة أعدادهم الكبيرة .

 

أما مخيم معبر باب السلامة الحدودي الأعرق والذي تم إنشائه في بداية الثورة وإستوعب الألاف عبر مراحل الثورة كافة وكان محطة إنطلاق لألاف النازحين إلى المخيمات التركية يشتكي أهله اليوم سوء الخدمات والتي ربما كانت نتيجة حتمية لأعدادهم الهائلة والتي فاقت قدرات المنظمات والهيئات العاملة في الحقل الإنساني , لكني وفي زيارة خاطفة للمخيم ومقابلة النازحين هناك علقت في ذهني الكثير من الشكاوى والتي لاتذكر مقارنة بالمأسي التي يتعرض لها الشعب السوري لكنها بالنسبة للناس هناك جوهرية وتوأرقهم على مدار اليوم , هم تقبلوا حرارة شهر الصوم ولهيب خيامهم الحارق لكنهم يشتكون فقر الحال وعدم قدرتهم على الإستمرار في ظل الكميات القليلة جداً التي توزع عليهم كحصص غذائية أو وجبات طعام , و تحدثوا كثيراً عن عدم تكافؤ الفرص من حيث العمل, وبحسب قولهم  صرتَ تشاهد بسهولة عدة طبقات إجتماعية في مخيم واحد تجمعهم خيام ذات لون واحد لكن خياراتهم مختلفة , فمن له وسيط أو قريب في المعبر أو المسؤولون عنه يحصل على عمل والآخرون يتحسرون , كما تحدث الأهالي هناك وخصوصاً النساء عن معاناتهم في تحصيل المساعدات لأطفالهم كالحليب والحفوضات وغيرها , وأكثر ما علق في ذهني جملة لإحداهن قالتها بحرقة " هناك بعض الموظفين يعطون النساء اللواتي يتمايلنً " ويظهرن مفاتنهن وربما هذه الجملة كافية للتعبير عن حالة من غياب الرادع الأخلاقي في ظل أزمة إنسانية لم يعيشها العالم بأسره طوال 100 عام .