حي بعيدين المحرر بحلب كان على موعد مع براميل الأسد، براميل الموت والدمار، حيث
خمسون شهيداً على الأقل لقوا حتفهم وهم يتهيؤون لرحلة العودة إلى منازلهم، لا يوجد بينهم أي مسلح، جميعهم مدنيين، أطفال ونساء وشيوخ، لم يسمح لهم طيران الأسد بالعودة إلى منازلهم هذه المرة، ولتتحول جثثهم إلى رماد بسبب اشتعال النيران في الحافلات الممتلئة بالركاب.
وبحسب مصادر لا تزال عمليات انتشال الشهداء من بين حطام السيارات والركام جارية إلى الآن وفرق الدفاع المدني لا تألوا جهداً لكي تجد بينهم ناجين، فالمنظر مروع، والمشاهد القادمة من هناك لا يمكن أن يتخيلها عقل، جثامين الكثير من الضحايا مقطعة الأوصال، بعضها بترت إلى نصفين، وآخرين لا معالم تدل على شخصياتهم.
يذكر أن من بين الشهداء مسعفون جاؤوا لإنقاذ الناس بعد قصف المكان بالبرميل الأول، ولم يكونوا على علم بأن حقد الأسد منظم ووحشي ينتظر المدنيين والمسعفين لكي يتجمعوا ليقصف المكان من جديد، فالكل أعدائه لا فرق بين طفل وامرأة ولا بين مسلح ومسعف.