الرئيسية » الثوار وانتصارات ميدانية وإعلامية .. ابو فراس الحلبي يخرس أبواق النظام

الثوار وانتصارات ميدانية وإعلامية .. ابو فراس الحلبي يخرس أبواق النظام

 

تتجه كل الأنظار خلال هذه الأيام إلى المعارك الدائرة في ريف حلب الشمالي؛ بسبب أهميتها الميدانية والسياسية، حيث يسعى نظام الأسد من خلالها إلى إيصال رسالة لدول العالم أنه ما زال قويًّا، في حيث تعتبر هذه المعارك امتحانًا كبيرًا للثورة لتثبت أنها ما زالت بعافيتها وقادرة على تحقيق الانتصارات.

 

وبالفعل، لقد وجّه الثوار صفعة قوية لميليشيات الأسد والميليشيا الإيرانية واللبنانية المساندة لها، والتي استطاعت أن تتقدم إلى بعض القرى بشكل مفاجئ، حيث جاء الرد عنيفًا تمثّل بقتل المئات منهم، وأسر أكثر من 100، وتحرير غالبية المناطق التي تسللوا لها، بالإضافة إلى تحرير منطقة الملاح المسيطر عليها من قبل قوات الأسد قبل أشهر من الآن.

 

ولقد ترافقت الهزيمة العسكرية لنظام الأسد على الأرض، مع هزيمة من نوع آخر، هزيمة إعلامية جعلت القنوات التلفزيونية التابعة لنظام الأسد وكذلك الإيرانية واللبنانية المؤيدة له في حالة تخبط كبيرة، وظهر كذبها الفاضح بشكل علني بسبب قوة الصدمة التي تلقتها، وما زال بعضها يؤكد أنهم يحققون الانتصارات في الريف الحلبي على الرغم من كل ما حدث.

 

ونرجع بالذاكرة إلى بدايات المعارك بين الثوار وقوات الأسد في محافظة حلب، حيث برز على الساحة مذيع فضائية النظام "شادي حلوة"، الذي اشتهر بتلقيه ضربة حذاء على الهواء مباشرة عندما كان يلفق الأكاذيب من قلب أحد الأحياء الحلبية الثائرة، ولم يُثْنِه ذلك عن الاستمرار في كذبه وسعيه لخلق انتصارات وهمية لجيشه الباسل- حسب وصفه- حيث كان يعمد جيش الأسد إلى إدخاله بالمصفحات الحديدة مرتديًا الدرع الواقي، ومصحوبًا بالمرافقات إلى مكان الحدث لتضخيمه إعلاميًّا وتصوير السيطرة على مبنى واحد على أنه تحرير كامل حلب.

 

نعم، إنها صفعة إضافيةً إلى جانب السقوط العسكري المدوي لمقاتلين بشار، تمثلت هذه الصفعة بهزيمة نكراء للبوق الذي شكل على مدار ثلاث سنوات مادة مخدرة لمؤيدي "الأسد" في جميع أنحاء سوريا، حيث خلت الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي في المعارك الأخيرة من أي ظهور له، ليس ذلك فقط بل احتل الناشط الثوري البارز عبدالكريم ليلى الملقب بـ"أبو فراس الحلبي"، الشاشات والقلوب معًا؛ بظهوره تارة أمام عشرات الأسرى بمن فيهم عناصر حزب الله اللبناني، وتارة بالظهور البطولي أمام جبهات القتال- دون مصفحات حديدية أو دروع واقية أو مرافقات تنقله إلى أرض الحدث- لينقل الصورة الحقيقة والواقعية، صورة التحرير والانتصارات للثورة التي لا يمكن نكرانها أو تكذيبها؛ ليخرس وبشكل نهائي الأبواق الأسدية التي لم يعد لها إلا إطلاق بعض الكذبات المفضوحة، وغير المدعومة بصورة واحدة واقعية من أرض الميدان.

 

ومما لا شك فيه، أن الحرب الإعلامية جزء أساسي من أي معركة، فهي صاحبة الدور الأكبر في إبراز النجاح العسكري والسياسي، إلا أن الفرق كبير بين ممارسة هذه الحرب بطريقة وضيعة كاذبة، وبممارستها بشكل أخلاقي ينقل صدق أرض الواقع.