لا تكاد سماء حلب تخلوا للحظات من تحليق جوي للطيران التابع لنظام الأسد, رائحة الدماء تملأ المكان, ودوي صفارات سيارات الإسعاف على مدار الساعة تجوب أحيائها المنكوبة تباعاً, من مجزرة إلى أخرى تنتقل فرق الدفاع المدني, ومن حي لآخر علها تنقذ طفل أو شيخ عالق تحت ركام منزله الذي دمره برميل غادر.
صرخات ودموع وأحضان أمهات ثكالى فقدن أغلى ما يملكن, أولادهن وربما الزوج والإبن والإبنة وبقين وحيدات على أطلال الدار, تحويشة العمر ورصيف الذكريات.
أنقذوا حلب, أنقذوا أطفالها ونسائها وشيوخها, أنقذوا ما تبقى من أمل بين جنباتها الباكية على مدى أعوام من الموت والدمار, أنقذوها فالمجازر مستمرة والموت القادم على ظهر فتوى أحمد حسون مفتي الأسد له طعم آخر, طعم داعشي وطني قومي يمثله شيوخ السلطان.
اليوم في حي بستان القصر استشهد أكثر من خمسة مدنيين وأصيب عشرة آخرون بجروح بعد أن استهدف طيران الأسد المروحي بالبراميل المتفجرة المنطقة المحيطة بجامع سكر, كذلك حي الشعار استهدفه طيران الأسد الحربي بصاروخ آخر , أدى لإرتقاء أكثر من 4 مدنيين، وجرح 10 آخرين بينهم أطفال، وأدى القصف لاحتراق عدد من المحال التجارية، وسيارات المدنيين المارة بالقرب من جسر السيارات في الشعار.
حي المعادي أيضاً ألقت مروحية أسدية برميلاً متفجراً على المباني السكنية حي المعادي الذي تعرض على مدى ثلاثة أيام لقصف مركز راح ضحيته أكثر من ثلاثين شهيداً في مجزرة واحدة استهدفت سوق الخضار فيه منذ يومين.
وفي حلب القديمة 3 براميل متفجرة ألقتها طائرات الأسد على مناطق جب القبة، والبياضة، والبلاط ما أدى لإصابة بعض المدنيين، وإحداث دمار كبير في المباني الأثرية، والمحال التجارية , أيضاً أستهدف دوار صلاح الدين ببرميل متفجر سقط على مدرسة عبد الرحمن الغافقي الابتدائية ما أحدث دماراً كبيراًولا أنباء عن ضحايا حتى الآن.
مناشدات أطلقتها فرق الدفاع المدني للسكان بحلب, أن يبتعدوا عن الأماكن المكتظة والأسواق , لإنها هدف رئيسي لبراميل الأسد وصواريخ طائراته الحربية التي تحاول أن توقع أكبر قدر ممكن من الضحايا في صفوف المدنيين.