اقتحمت قوات الجيش اللبناني أول أمس، مخيمي العودة وبار الياس المخصصين للاجئين السوريين بالبقاع الغربي في بيروت، حيث يعيش مالا يقل عن ألف لاجئ سوري فروا من المناطق الحدودية مع لبنان هرباً من بطش قوات نظام الأسد.
وقال لاجئون في المخيمين لـ"السورية نت" طلبوا عدم الكشف عن اسمهم خوفاً على حياتهم إن "عمليات المداهمة عنيفة وهمجية حيث قامت قوات الجيش اللبناني بخلع الأبواب وتكسيرها والدخول دون استئذان، مما تسبب بترويع الأطفال والنساء اللواتي لم يسلمن من ضرب قوات الجيش اللبناني لهم".
وأضاف اللاجئون أن الجيش اللبناني اقتحم أحد المنازل وأخرج سيدة منه وهي شبه عارية من الحمام بعد البحث عن زوجها الذي اعتقد بأنه مطلوب لدى نظام الأسد وميليشيا "حزب الله" اللبناني، فيما قابلتهم السيدة بالصراخ إلى أن تم اقتيادها إلى جهة مجهولة.
وتحدث أحد شهود العيان هناك عن اقتياد ما لايقل عن 100 شاب سوري مخالف تم إرجاع 70 منهم واعتقل 30 واقتيدوا إلى جهة مجهولة، في حين تمت سرقة الدراجات النارية للاجئين هناك حيث صادر الجيش اللبناني ما لايقل عن 40 دراجة نارية محملة على سياراتهم الزيل، ومن المتوقع أن يتم اقتياد هؤلاء الشباب إلى فرع الأمن العام القريب من نقطة المصنع.
من جانبه نشر حسام الغالي رئيس اتحاد الجمعيات الإغاثية في لبنان، أن عدد من تم اعتقاله 150 شخصاً وعدد الجنود الذين قاموا بالاقتحام 300 جندياً. أما عن سبب الاقتحام فهو ادعاء الجيش اللبناني أن في المخيم عناصر موالية لما يسمى تنظيم "الدولة الإسلامية"، إضافة إلى التذرع بحجج من قبيل أن هناك في المخيم لاجئين لا يملكون أوراقاً نظامية كالإقامة أو جواز السفر وختم الدخول إلى لبنان، إلا أنه من المرجح أن يكون الجيش اللبناني بالتعاون مع ميليشيا "حزب الله" ينتقم مما يتعرض له من خسائر في لبنان عن طريق اللاجئين السوريين في لبنان.
وليست هذه المرة الأولى التي يقتحم فيها الجيش اللبناني مخيمات للاجئين السوريين بحجة البحث عمن لا يملك أوراقاً نظامية. وازدادت هذه التشديدات على السوريين بعد قرار الحكومة اللبنانية الأخير بمنع دخول السوريين إلى لبنان بلا حجز فندقي ووجود كفيل لبناني، بينما يعاني الكثيرون من عدم وجود ختم تسوية وضع على جوازه، إذ كانت الحكومة اللبنانية أصدرت قرراً مؤخراً بتسوية وضع كل من يدخل إلى لبنان بشكل غير نظامي إلا أن الفترة كانت محدودة والأعداد مهولة مما أعاق عملية التسوية عن الكثيرين فاضطروا أن يبقوا متخفين إلا أن عمليات الاقتحام والاعتقال لاحقتهم في مخيماتهم.
وقال أحد شهود العيان لـ"السورية نت" فضل عدم الكشف عن اسمه، أن ميليشيا "حزب الله" تشدد على هوية السوريين من أبناء مدينة القصير أو القلمون، مضيفاً أنه "من المحتمل أن يتعرض هؤلاء قد يكونون عرضة للتصفية".
وأشارت المصادر التي تحدثت لـ"السورية نت" إلى تعرض الجيش اللبناني في كل مرة يقتحم فيها المخيمات إلى النساء السوريات، حيث يقوم بضربهن ويطلقون الرصاص في الهواء إمعاناً في إرهاب الأطفال، ويكسرون كل باب مغلق، إضافة إلى الشتائم التي تطالهن، وآخر ما تم التعرض له مؤخراً امرأة حامل قام الجيش اللبناني بضربها حتى أغمي عليها وتم إسعافها إلى المشفى فوراً.
وجراء هذه الممارسات العنيفة والممنهجة من قبل الجيش اللبناني، أطلق ناشطون على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر" حملة تحت عنوان "لاجئ لا إرهابي" في خطوة لكف يد الجيش اللبناني عن الممارسات التعسفية بحق اللاجئين السوريين واعتقالاتهم التعسفية ومنعهم من تجديد أوراقهم.
ونشر ناشطون أسماء بعض المعتقلين الذين يقوم الجيش اللبناني بتسليمهم لنظام الأسد، كالشاب خالد مصطفى وهو ناشط إغاثي من دمشق اعتقل على حاجز للجيش اللبناني ومازال مصيره مجهولاً ويعتقد أنه تم تسليمه إلى سلطات النظام، ومثله عماد هرموش ومحمود حمدان، وفايز العبد الله الذي تم تسليمه إلى الأمن العسكري في سورية وهو معتقل حالياً في فرع الخطيب، ومنهم من أعيد إلى أهله جثة هامدة كالشاب محمد العزو.