الرئيسية » دي مستورة يعمل على استمرار الأسد في السلطة

دي مستورة يعمل على استمرار الأسد في السلطة

بشكل غير مباشر اتفقت وجهات النظر بين ثوار الداخل والمؤسسات التي تدعي تمثيلها للثورة خارجياً كالإئتلاف السوري، جاء ذلك خلال تصريحات اتهم فيها الإئتلاف السوري المبعوث الأممي دي مستورة أنه يساعد الأسد على استمراره في السلطة.

حيث قال نائب رئيس الائتلاف مصطفى أوسو في بيان له "إن دعوة دي ميستورا لأربعين جهة سورية للتشاور بأنها تساهم بشكل أو بآخر في زيادة الفرقة والتشتت في صفوف المعارضة السورية وزيادة تماسُك النظام".

وأضاف" من خلال عمل دي ميستورا، جرى تعويم كيانات سياسية ليس لها تواجُد فعلي على الأرض، ولا أعتقد أن هذا العمل يخدم الشعب السوري وثورته، بل إن ذلك يساهم في زيادة الانقسام والتشتت في صفوف المعارضة السورية بشكل كبير.

من ناحيتها الفصائل العسكرية الثورية وضحت موقفها بشأن مبادرة المبعوث ودعواته الأخيرة للاجتماع في جنيف، حيث أكدت في بيانها أن دي مستورة لا يقف على مسافة واحدة من الطرفين ويبدو غير حيادي.

وجاء في بيان الفصائل الذي أعلن بداية الشهر الحالي لقد تلقت فصائل الثورة السورية دعوتكم المؤرخة في 29 أبريل/ نيسان 2015 التي تدعو فيها للمشاركة في حوار موسع في جنيف خلال شهر أيار.

إننا إذ نؤكد رغبتنا الصادقة في التعامل مع المجتمع الدولي ومنظماته بهدف الوصول إلى حل عادل للوضع في سورية من شأنه إنهاء معاناة شعبنا، نود أن نذكر بأننا في مرحلة تاريخية حرجة من تاريخ سورية والمنطقة، تحتاج إلى قدر كبير من الدقة والشفافية، حيث أن أي جهد أو محاولة للحل في سورية لا تستند إلى أرضية واضحة ومعقولة للحل، لن تلقى تجاوباً حقيقياً، ولن تفضي إلى حل ناجح، فالواقع السوري الذي وصل إلى درجة عالية من التعقيد لا يحتمل البناء على مقدمات ضبابية أو المضي في حلول غير عملية.

 

لقد دخلت الثورة السورية سنتها الخامسة والشعب السوري لم يلمس حتى الآن أي جهد جدي كفاية أو تقدم ملموس لمنع حدوث الجرائم التي يتعرض لها هذا الشعب على يد قوات الأسد وعصابات وأذرع إيران في المنطقة، ومازالت قوات النظام وعصابات داعش تحاصر وتهاجم مناطق عديدة من سورية، وهي مستمرة في ممارسة مختلف أنواع الانتهاكات بحق الشعب السوري.

 

لقد أظهرت مواقفك وتصريحاتك، خصوصاً منها تصريحك بأن بشار الأسد جزء من الحل في سورية تخبطاً واضحاً في طريقة تعاطيك مع الشأن السوري، وأعطتنا انطباعاً واضحاً بعدم اكتراثك بالمجازر التي يمارسها النظام في سورية، مثل مجزرة دوما التي ارتكبها النظام وأنت في ضيافته على مسافة غير بعيدة من مكان إقامتك في دمشق، ولم تظهر أي اعتراض أو تنديد بجريمة النظام، كما لم تبد أي شكل من أشكال التعاطف مع الضحايا، وهو ما شكل عندنا قناعة بأن المبعوث الأممي قد تخلى عن صفة الحياد والوساطة، وبات يقف إلى جانب طرف دون الآخر.

 

لقد حرصنا على مناقشة دعوتكم، والوقوف على ما جاء فيها، رغبة منا في القيام بواجبنا ومسؤوليتنا تجاه شعبنا في سورية، وقد قررنا الاعتذار عن الحضور لأن مشاركتنا في هذه المشاورات لن تكون خطوة بناءة في بلورة حل حقيقي للوضع في سورية للأسباب الأتية:

أولاً: افتقار الدعوة إلى أي أسس أو وسائل واضحة للوصول إلى مخرجات حقيقية، خصوصاً أنها تستند بوضوح إلى بيان جنيف، الذي لم يشر بوضوح إلى رحيل الأسد ونظامه بكافة رموزه وركائزه، عن السلطة، وهو المنطلق الذي تتفق كل المكونات الثورية في سورية على ضرورة توفره كأساس لأي عملية حل مفترضة.

ثانياً: التحجيم المتعمد للفصائل الثورية وقوى الثورة، في مقابل دعوة النظام وممثليه وأطراف محسوبة عليه إلى هذه المشاورات، على الرغم من كل الجرائم والتجاوزات التي ارتكبها بحق الشعب السوري، واستمرار التعامل معه رغم فقدانه لكل أشكال الشرعية.

ثالثاً: اعتماد آلية " الاستطلاع " الكمي للوصول إلى مخرجات ستكون غير دقيقة ومجانبة للواقع والصواب، بعد أن تم تشويه التمثيل الحقيقي للثورة عن طريق الدعوة بهذا اللقاء التشاوري، كما ذكرنا في البند السابق.

رابعاً: إعلانكم عن دعوة إيران لحضور هذه المشاورات، وهي الطرف الذي يحتل سوريا ويحاول النيل من هويتها الإسلامية والعربية، ويشارك في كل الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، ويرتكب مختلف أنواع الجرائم ضد الإنسانية، إذ إنه من الواجب على المجتمع الدولي ملاحقتها قانونياً، وليس دعوتها للقاءات ومؤتمرات تشاورية.

وإننا إذ نعتذر عن الحضور، فإننا نود التأكيد مرة أخرى أن عدم استجابتنا لحضور مشاورات جنيف، لا يعني عدم رغبتنا في التجاوب أو التعامل مع أي جهد دولي حقيقي يتضمن مشروعاً واضحاً للحل في سورية، ينطلق من ثوابت الثورة، التي نعتقد أن مراعاتها، وأخذها على قدر كاف من الجدية في أي جهد مستقبلي للحل في سورية، سيشكل بدون شك أرضية عمل حقيقية، وسيعجل في بلورة مسار حل حقيقي يفضي إلى عملية سياسية ناجحة، تخدم مصلحة الشعب السوري وتلبي طموحاته في التحرر من الظلم والاستبداد.