ثلاثة أيام من المعارك العنيفة تشهدها جبهات ريف حلب الشمالي بين الثوار وتنظيم داعش الذي تقدم في عدد من النقاط، وفي الوقت نفسه تستهدف قوات الأسد المتمركزة في الصناعة وتلة الشيخ يوسف مدن وبلدات ريف حلب الشمالي بالقصف الصاروخي والمدفعي، بالتزامن مع قصف التنظيم نفس البلدات بقذائف الأسلحة الثقيلة.
مساء أمس بينما كان الثوار يخوضون معارك شرسة مع تنظيم داعش بريف حلب الشمالي على عدة محاور " حوار النهر، تل مالد، أم القرى، صوران " حلقت طائرات الأسد شمال حلب وقصفت بعدة غارات مدينة مارع، أستشهد على إثرها عائلة مؤلفة من أم وأبنائها الأربعة.
أكثر من 500 قذيفة مدفعية وصاروخية قصف بها التنظيم مدن وبلدات ريف حلب الشمالي، مارع، صوران، البل، الشيخ ريح، أم حوش، ومناطق أخرى، أدى القصف إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين وأستشهد بسببه أكثر من عشرة وجرح العشرات.
داعش المتربصة اليوم بريف حلب الشمالي بحاجة لقوة مضادة في الطرف المقابل، كما أن هيجان التنظيم المعادي للبشرية جمعاء يتطلب وقوف الثوار في حلب وقفة رجل وحاد من خلال حشد كل الإمكانات العسكرية والنفسية والتي من شأنها أن تدفع في اتجاه دحر التنظيم على الأقل إلى الشرق في منبج والرقة.
لا وقت للتحليلات وبأن التنظيم استغل الفرصة أو لم يستغلها، فالإجماع على مقاتلة التنظيم شرعاً قد تحققت، من خلال تصريحات كبار المنظرين من السلفية، ولا وقت أيضاً للتحسر على معركة فتح حلب التي أفشلتها داعش، فالأسد وداعش وجهان لعملة واحدة ولا بد للثوار في الشمال بحلب وإدلب بأن يدركوا أن فتحهم لا بد أن يمر من مناطق داعش ودحرها ليتمكنوا فيما بعد من قتل الأسد وإسقاط عصابته.