ربما لم يعد للمشككين أي حجج تمنعهم من الالتحاق في صفوف الثوار لقتال داعش والأسد، السوريين الذين هجروا بلدهم بذرائع تتعلق بعدم مشروعية قتال التنظيم الذي ظل طوال الفترة الماضية يستمد جانب من قوته بغموض موقف التيارات الجهادية التي لها وزنها على الأرض.
بعد أن توافرت معظم الشروط الشرعية والمكانية لوجوب مقاتلة التنظيم والتصدي له ولم يعد هناك أي مبررات تمنع الشباب السوري من الالتحاق بجبهات القتال المفتوحة على مصراعيها الآن شمال حلب ضد داعش التي أضرت بالثورة وقتلت الأبرياء وشردت الألاف من بيوتهم.
هل نستطيع القول بأن الساحة الثورية والجهادية السورية ستشهد موجة من الزخم البشري بعد أن عُريَ التنظيم أخيراً وبدى واضحاً للعيان بأنه الخبيث الواجب إجتثاثه شرعاً لكي لا يتمدد أكثر ويضر بالإسلام والمسلمين عامة وبسورية على وجه التحديد.
في الطرف المقابل، هل تعتبر التحولات الأخيرة في المواقف وخصوصاً الشارع الإسلامي الجهادي ضربة قاضية للتنظيم والإعلان الأول عن قرب نهايته؟ وهل بدأ التنظيم فعلاً يشهد حالة من التفكك في صفوف قواته ومنظريه المنقسمين أصلاً بسبب التنافس على السلطة والقيادة.