دعت منظمة آفاز الدولية -المعنية بقضايا البيئة وحقوق الإنسان في العالم-الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى فرض منطقة حظر طيران في سورية، من أجل خلق أجواء آمنة للمدنيين السوريين، الذين يعانون الموت والقتل اليومي من طيران نظام الأسد، وذلك منذ أربع سنوات ونيف.
وقد نشرت “آفاز” إعلاناً على صفحة كاملة لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية بعنوان “الرئيس أوباما.. ماذا تنتظر؟”. وحمل الإعلان صورة لطفل سوري نجا من قصف كيميائي شنه نظام الأسد.
وأشارت المنظمة إلى أن “مليوناً و93 ألفاً و775 شخصاً” في العالم وقّعوا على عريضة تدعو الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات ملموسة من أجل حماية المدنيين السوريين من نظام القتل والإرهاب الأسدي.
وتجري آفاز حملة دولية عبر أصدقائها في كافة أنحاء العالم، لحث الدول الكبرى على فرض منطقة حظر طيران في سماء سورية لحماية المدنيين من البراميل المتفجرة التي يلقيها نظام الأسد.
وتأتي حملة آفاز بعد تقديم أعضاء في الجمعية الطبية السورية الأميركية، وثائق إلى لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي، تؤكد استخدام نظام الأسد أسلحة كيميائية ضد الشعب السوري، وذلك خلال مشاركتهم في جلسة بعنوان “استخدام الأسد أسلحة كيميائية”، عقدت الأربعاء الماضي، في لجنة العلاقات الخارجية، بالعاصمة واشنطن.
وتتضمن الوثائق صوراً ومقاطع فيديو توثق 31 حالة قصف بغاز الكلور في سورية، منذ 16 آذار/ مارس حتى شهر حزيران/ يونيو من العام الحالي، وأشارت أني سبارو، الطبيبة المتطوعة منذ العام 2012، في العمل على الحدود السورية التركية، أن “النظام يستهدف مناطق المدنيين بغاز الكلور”، داعيةً لفرض حظر طيران باعتباره “الحل الوحيد لمنع القتل”.
من جهته، قال النائب الجمهوري جيف دونكان، إنّ “الصور التي شاهدناها تعادل ملايين الكلمات”، داعياً لنشر الفيديو من أجل إطلاع الأميركيين على مدى “وحشية نظام الأسد”.
وكان الائتلاف الوطني السوري قد أكد على أن خروقات نظام الأسد لقرار مجلس الأمن الأخير 2209 المتعلق بإدانة استخدام الغازات السامة في سورية، والتي وثقتها عدد من المنظمات الحقوقية والناشطين الإعلاميين والحقوقيين؛ يظهر مدى استهتار الأسد بالقوانين والمواثيق الدولية وعدم مبالاته بها.
وشدد الائتلاف على ضرورة أن يكون هناك رد حازم من مجلس الأمن على هذه الجرائم وتحت الفصل السابع الذي نص عليه القرار 2209″، محملاً “المسؤولية القانونية عن حماية المدنيين لمجلس الأمن، إضافة إلى مهمة حفظ الأمن والسلام الدوليين، والعمل على منع سقوط المزيد من الضحايا نتيجة استمرار حملات القصف الجوي التي يشنها نظام الأسد على المدنيين”.
الدعوات الصادرة عن مؤسسات غير حكومية، ليست الوحيدة الملحة في هذا السياق، فالكثير من الدعوات صدرت عن مسؤولين ووزراء خارجية عرب وأجانب تدعو الرئيس الأمريكي أوباما إلى خلق مناطق أمنة في سورية، ولعل الدور والمطلب التركي بإقامة هذه المناطق أعاقه منذ زمن الضغط الأمريكي الرافض لأي منطقة حظر جوي في سورية.