الرئيسية » داعش القنبلة الغبية

داعش القنبلة الغبية

المتابع بشكل متواصل عمليات تنظيم داعش العسكرية منذ نشأته وحتى اللحظة، تعود به الذاكرة بشكل تلقائي إلى الأفلام الوثائقية التي تتحدث عن الحربين العالميتين الأولى والثانية واللتان تميزتا بمقتل مئات الآلاف من البشر بالأسلحة التقليدية أو الألغام والقنابل الغبية، بالتزامن مع نهضة العلوم والصناعة بشكل خاص وتسخيرها في التصنيع العسكري الذي كانت الحربين ميداناً لتجاربه.


يكثر السوفيت والعناصر المنحدرين من دول أوربا الشرقية في صفوف التنظيم وكثير منهم عاصر السبعينيات إبان حرب القاعدة ضد السوفييت في أفغانستان، جميعهم لديهم خبرات قتالية أو على الأقل تدميرية بشكلها الأكثر تنظيماً هذه المرة بشكل يتوائم مع توجهات داعش التي كفرت عامة المسلمين وأبقت على زبانيتها فقط من يستحقون الجنة والنعيم المقيم.


الكثير من الأسلحة والألغام والقنابل التي سلمت لداعش من قبل قوات الأسد يتم تسخيرها اليوم لقتل العشرات بل المئات من الأبرياء , فعناصر التنظيم بارعون في زراعة الألغام ولعلها الميزة الأكثر تعقيداً وصعبة الحل لأنها قد تكون في كل مكان خصوصاً في ظل غياب الأجهزة المتطورة لكشفها.


لا ينسحب عناصر داعش "الخلافة" من يعتبرون أنفسهم خلفاء الله في الأرض من مكان حتى يلغمونه بالكامل, ولا ضير في أن يتسبب ذلك بمقتل عائلات بأكملها إذا ما هي فكرت بالعودة إلى منازلها أو ممارسة أعمالها في الزراعة في الأراض التي تخرج بشكل متقطع من دائرة الصراع والمعارك، وهذا ما حدث كوباني عقب انسحابها منها و في ريفها أيضا.


داعش الفاشية, أنا أو لا أحد, على نفس المنهج الذي إعتمده عباد الأسد ومواليه منذ بدء الثورة وحتى اللحظة, فهم كانوا ينادون ولا يزالوا بأن "الأسد أو نحرق البلد" وها هي داعش تقول " نحن أو لا أحد ".


تحدثت دراسات محلية عن مقتل أكثر من 200 من المدنيين في الشمال السوري وحده بسبب الألغام التي زرعها تنظيمي داعش والأسد في مختلف المناطق التي تعتبر آهلة بالسكان ولا يجوز زرع الألغام فيها, طبعاً هذه لإحصائية فقط منذ مطلع العام الحالي وحتى الآن "2015" ، وما زالت تكرره مع بدء التحشد العسكري التركي على الحدود مع سورية.