شن طيران الأسد المروحي غاراته مجدداً على مدينة الباب شرق حلب والتي يحتلها تنظيم داعش، حيث ألقى ثمانية براميل متفجرة على أحياء متفرقة من المدينة التي تكتظ بالسكان المحليين والوافدين إليها من القرى المجاورة للتسوق بسبب قرب قدوم عيد الفطر.
تسبب القصف هذه المرة باستشهاد أربعين شخصاً على الأقل بينهم أطفال ونساء، كما وقع العشرات جرحى وبعضهم بترت أطرافه، حيث نقلوا إلى المشافي المحلية التي تشرف عليها مليشيات التنظيم.
وتعتبر هذه الحملة هي الأعنف منذ بدأ قوات الأسد قصف المدينة التي يتمركز فيها تنظيم داعش بكثافة، إذا لم يمضي سوى أيام على مجزرتين مروعتين راح ضحيتهما العشرات من المدنيين في المدينة وتفحمت جثث بعضهم بسبب الحرائق التي تسبب بها القصف على سوق الهال والمحال التي تبيع المشتقات النفطية.
كما كانت بلدتي بزاعة وتادف القريبتين من مدينة الباب من ضمن المواقع المستهدفة خلال الشهر الجاري حيث أودى القصف فيهما لارتقاء أكثر من 15 شهيداً بينهم أطفال ونساء، بعد أن قصفت البلدتان بالبراميل المتفجرة التي يلقيها طيران الأسد المروحي الذي يقلع من معامل الدفاع التي تقع في قلب مناطق التنظيم دون أن يكون هناك أي اشتباكات أو مضايقات بين الطرفين.
وبحسب إحصاءات محلية دفعت مدينة الباب شرق حلب أكبر فاتورة جراء قصف قوات الأسد لها بشكل مستمر، فقد وصلت أعداد الشهداء المدنيين فيها أكثر من 500 منذ مطلع العام، جميعهم قضوا قصفاً بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية التي تحصد العشرات من أرواح الأبرياء كل مرة.
داعش والأسد، كلاهما المتسببان في المجازر المستمرة في مدينة الباب التي يقطنها أكثر من 100 ألف نسمة، الأسد يتذرع بوجود داعش في المدينة وعليه يكثف من ضرباته، وداعش هي الأخرى تعيش في وئام وسلام على جبهات قتالها الطويلة مع قوات الأسد وميليشياته، والمدنيون هم الوحيدين الحلقة الأضعف في هذه المعادلة.
مما لا شك فيه الباب أضحت مدينة المجازر، مدينة الموت المستمر وبلا هوادة وبمباركة دولية، فطيران التحالف الدولي وأقماره الصناعية على دراية تامة بما يفعله طيران الأسد فهما شريكان هناك، ويتناوبان على التحليق في سماء المنطقة.