ودعت عائلة حسون السورية ابنتها رغد، ذات الـ 11 عامًا، خلال رحلتها الأسبوع الماضي نحو أوروبا عبر المتوسط، ولم تكن أمواجه “المدان بالجرم” هذه المرة، وإن كان البحر مرقدَ الطفلة الأخير.
غادرت العائلة سوريا عام 2013، واستقرت في مصر إلى أن “أصبح السوريون في مصر معرضين للاستهداف، ولم يعد بإمكاننا البقاء أكثر”، وفق والد الفتاة إياس، في حديث نقلته الـ BBC التركية عن صحيفة Corriere della Sera (مراسل المساء) الإيطالية.
قررت العائلة التوجه إلى أوروبا، ونسقت مع “المهرب” الذي تقاضى 2000 دولار أمريكي عن كل فرد من أفرادها الثمانية، وانطلقت الرحلة نحو الشواطئ الأوروبية على متن قارب حمل 320 مهاجر غير شرعي.
وقال مسافر مع العائلة في نفس القارب لعنب بلدي إن الوالد نبّه المهرب أثناء تنسيق الرحلة إلى وضع رغد الصحي وذكر له أنها مصابة بالسكري، فطمأنه المهرّب بأن طبيبًا سيرافق الرحلة.
لكن المهربين (المسلحين) أجبروا الركاب على إلقاء حقائبهم في البحر بعيد انطلاق الرحلة، ومن ضمنها حقيبتا عائلة حسون وتحملان جرعات الأنسولين الخاصة برغد، ولم تفلح محاولة والدها الذي قفز في البحر محاولًا استعادة الدواء.
في اليوم الخامس من الرحلة، التي دامت 8 أيام، بدأت أعراض الإعياء تظهر على الفتاة إثر انقطاع الأنسولين، دخلت بعدها في غيبوبة ثم فارقت الحياة، ممسكة بيمناها الصغيرة أصبع والدها.
اضطرت العائلة لرمي جثة ابنتها في البحر خشية تعفنها، “وحفاظًا على مشاعر إخوتها”، كما قال والدها للصحافة، بعد أن شارك المهاجرون على متن القارب في الصلاة عليها.
وصلت عائلة حسون الخميس الماضي (16 تموز) إلى ميناء صيقلية الإيطالي ونقلتهم السلطات إلى منزل في ميلانو؛ كان دافعهم للسفر الوصول إلى ألمانيا لعلاج رغد عن طريق الخلايا الجذعية، لكن موتها كان أقرب من “الأرض الوردية”.
وأفاد بيان صادر عن المفوضية أن أعداد المهاجرين بلغ 137 ألف شخص خلال الأشهر الستة من العام الجاري ثلثهم سوريون، طارحًا مقارنة في أعداد الوفيات أو المفقودين بين الربع الأول من العام الجاري، وبلغت 479 ضحية بينما لم تتجاوز 15 ضحية في الفترة ذاتها من العام الماضي.