الرئيسية » خبراء أتراك: الوجود التركماني في المناطق الشمالية لسوريا مرتبط بإنشاء المنطقة الآمنة

خبراء أتراك: الوجود التركماني في المناطق الشمالية لسوريا مرتبط بإنشاء المنطقة الآمنة

أفاد خبراء محليون أتراك أنّ إنشاء مناطق آمنة داخل الأراضي السورية وخاصة الشمالية منها، سوف يحافظ على استمرارية الوجود التركماني في هذه المناطق وسيبعد خطر تنظيمي داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (PYD) عن القرى التركمانية الواقعة ضمن القسم الشمالية لسوريا.

 

وتُعدّ مدينة حلب والمناطق الشمالية لمحافظة الرقة من المراكز الرئيسية للتركمان المنتشرين في معظم أرجاء سوريا.

 

هذا وتمكن تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مطلع الشهر الماضي من السيطرة على منطقة تل أبيض التي يقطنها العرب والتركمان والتي تربط بين منطقتي عين العرب (كوباني) والجزيرة، واستطاع دحر عناصر تنظيم الدّولة منها.

 

وعقب بسط التنظيم الكردي سيطرته على القرى التركمانية التابعة لمدينة تل أبيض، قامت العناصر التابعة للتنظيم بمطالبة الأهالي التركمان بترك منازلهم والهجرة إلى تركيا، وذلك بحجة أنّ قوات التحالف الدّولي ستقوم بقصف تلك المناطق.

 

ونتيجة لهذه التهديدات فقد لجأ إلى الأراضي التركية ومناطق أخرى في شمال الرقة ما يقارب 750 شخص، حيث قام هؤلاء بإخلاء منازلهم وترك أمتعتهم والفرار من مناطقهم هرباً من آلة القتل، في حين أنّ تنظيم (PYD) مازال يمارس ضغوطات على الأهالي القاطنين في المناطق التي تمت السيطرة عليها حديثاً من قِبل التنظيم لإجبارهم على ترك قراهم.

 

وفي هذا الصدد أكد عضو مجلس الإدارة المحلية لمدينة تل أبيض "أحمد الحاج صالح" أنّ تنظيم (PYD) قام بعملية الترحيل الإجباري لـ 8 آلاف و200 مواطن ينتمون إلى تركمان منطقة حمام الشمالية والجنوبية.

 

كما أضاف صالح أنّ مسؤول التنظيم الكردي في رأس العين "حسين قوجير" طالب سكان بلدة حمام الشمالي بضرورة إخلاء منازلهم ومغادرتها بأسرع وقت، وعندما رفض الأهالي الاستجابة لهذا الطلب، قامت العناصر التابعة للتنظيم باقتياد شخصين من سكان البلدة إلى مدينة تل أبيض ولم يعرف مصيرهما حتى الأن.

 

وصرّح صالح خلال حديثه لمراسل وكالة الاناضول أنّ تنظيم (PYD) منع التركمان من التمركز في المناطق القريبة من الحدود التركية وأنهم قاموا بترحيل قسم منهم إلى مركز مدينة الرقة والقسم الأخر تمّ تسفيرهم إلى القرى الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش.

 

وأكّد عضو مجلس الإدارة المحلية في مدينة تل أبيض أنّ عناصر التنظيم الكردي وجّهت تهديدات للأهالي الذين رفضوا إخلاء منازلهم، بأنهم سوف يطلبون من قوات التحالف الدّولي قصف تلك المناطق بحجة تواجد خلايا تنظيم داعش فيها.

 

وتابع صالح قائلاً: "لقد جاء قوجير إلى المناطق التركمانية وقال بأنّه سيعطي إحداثيات المنازل والمدارس الموجودة في القرى التركمانية إلى قوات التحالف الدولي من أجل قصفها في حال إصرار الأهالي على عدم ترك منازلهم. وعلى إثر هذا التهديد قام قسم كبير بإخلاء بيوتهم والهجرة إلى المناطق الأكثر أمناً بالنسبة لهم. كما قامت عناصر التنظيم بتجريد النازحين هواتفهم النقّالة كي لا يستطيعوا إثبات عملية التهجير القسرية.

 

القرى التركمانية الواقعة في القسم الجنوبي من منطقتي صولوك وسيرّين الواقعتين بين بلدتي عين العرب (كوباني) وعين عيسى، تخضع لسيطرة تنظيم الدّولة (داعش)، بينما تخضع باقي القرى التركمانية في شمال الرقة لسيطرة تنظيم (PYD).

 

ففي شهر حزيران وأثناء سيطرة عناصر تنظيم (PYD) لمدينة تل أبيض، تمّ إجبار أكثر من 5 آلاف شخص من بلدة حمام الشمالية، وذلك على دفعتين، إلّا أنّ الدفعة الأخيرة التي حدثت منذ فترة قصيرة، شهدت موجة نزوح كبيرة من هذه المنطقة، حيث وصل عدد النازحين إلى 8 آلاف و200 شخص.

 

وأعلنت بعض المصادر المقربة من قيادات تنظيم (PYD) أنّ التنظيم يهدف خلال الفترة القادمة شنّ حملة على بلدة سيرّين، وذلك ضمن إطار الزحف باتجاه مركز مدينة الرقة.

 

وفي حال تمكنت عناصر التنظيم من السيطرة على هذه البلدة فإنها ستتابع زحفها باتجاه مدينة جرابلس من أجل ربط مقاطعة عفرين ببلدة كوباني.

 

بلدة سيرّين تقع بين بلدة كوباني ومركز مدينة الرقة في القسم الشرقي من نهر الفرات، فمدينة جرابلس وبلدة سيرّين، تُعدّ من المناطق السورية الأكثر إحتواءً للتركمان، وفي حال سقوط هاتين المنطقتين بيد تنظيم (PYD) فإنّ التركمان يخشون من التعرض لموجة نزوح وتهجير قسري أكبر حينها.

 

فتركمان سوريا الذين يقطنون في المناطق الشمالية، يؤمنون بأن إقدام تركيا على إنشاء مناطق آمنة ومناطق حظر للطيران الأسدي، سيساهم وبشكل كبير في ردع خطر تنظيمي داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي عن مناطقهم وقراهم.

 

نطالب بإقامة مناطق آمنة:

 

أكّد عضو المجلس التركماني "أكرم دادا" أنّ عناصر تنظيم (PYD) الكردي قاموا بإرغام التركمان في حمام الشمالية التابعة لمدينة تل أبيض للهجرة القسرية، وذلك لثلاثة دفعات، حيث كانت الدفعة الثالثة التي حصلت قبل فترة قصيرة، هي الأضخم من نوعها.

 

وأضاف دادا أنّ قوات التنظيم قامت بتهجير الأهالي باتجاه المناطق الداخلية السورية ومنعتهم من الالتجاء نحو تركيا كي لا تظهر ممارساتهم في المحافل الدّولية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ آليات تابعة للتنظيم قامت بهدم المنازل كي لا يستطيع الأهالي من العودة مرة ثانية إلى مناطقهم.

 

وطالب دادا خلال حديثه مع مراسل الأناضول الإسراع في إقامة المناطق الآمنة، معللاً بأن إقامة مثل هذه المناطق ستكون بمثابة الضمانة الوحيدة لبقاء التركمان في هذه المناطق.

 

وتابع دادا في هذا السياق قائلاً: "لو تمّ إنشاء المناطق العازلة منذ بداية الأحداث في هذه المناطق، لكان التركمان الأن في بيوتهم ولم يضطرّوا للجوء إلى المخيمات في تركيا".

 

من جانبه أوضح رئيس المجلس التركماني "عبد الرحمن مصطفى" أنّ إقامة منطقة عازلة بين جرابلس وأعزاز لها أهمية كبيرة من حيث حماية التركمان، مشيراً إلى أنّ إقامة مثل هذه المناطق ستقي التركمان من خطر البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات النظام السوري.