الرئيسية » جبهة النصرة تنسحب من بعض مواقعها شمال حلب

جبهة النصرة تنسحب من بعض مواقعها شمال حلب

أثارت التحركات الأخيرة لجبهة النصرة جدلاً واسعاً حول ما إذا كانت انسحابات الجبهة بالتنسيق مع تركيا أو فصائل الثوار في حلب، ليأتي بيان الجبهة مؤخراً ليوضح مجمل الاستفهامات التي أثيرت حول الموضع.

حيث انسحب مقاتلو الجبهة من عدة نقاط رباط على جبهات تنظيم داعش في حرجلة وجوارها لتبقي الجبهة على عدد من النقاط لم تنسحب منها بعد، وربما يكون ذلك خلال الأيام القليلة القادمة.

وقد جاء في البيان الذي نشرته الجبهة أمس "إنا نعلن انسحابنا من نقاط الرباط ضد الخوارج (تنظيم الدولة) في ريف حلب الشمالي"، مضيفًا: "إنا في جبهة النصرة لا نرى جواز الدخول في هذا الحلف شرعًا، وإن قرار المعركة الآن لم يكن خيارًا استراتيجيا نابعًا عن إرادةٍ حرةٍ للفصائل المقاتلة، وإن الجماعات والفصائل المقاتلة على أرض الشام لديها القدرة على قتال الخوارج (تنظيم الدولة) إذا توحدت واجتمعت-ضمن السبل والوسائل الشرعية-واعتصمت بحبل الله تعالى".

وقد ركز البيان على عدة نقاط حيث أوضح ما يلي "إلا الانسحاب وترك نقاط رباطنا مع تنظيم (الدولة) في الريف الشمالي لحلب؛ ليتولاها أي فصيل مقاتل في هذه المناطق، مع الحفاظ على سائر خطوطنا ضد التنظيم في بادية حماة والقلمون وغيرهما، والتي لا دخل لها في هذه المعركة".

وأضاف البيان "بعد تشكيل جيش الفتح المبارك الذي هز عرش النصيرية في الشام وصل إلى معقلهم في جبال اللاذقية، حيث أكرمنا الله بتحرير مدن إدلب وجسر الشغور وأريحا ومعسكري القرميد والمسطومة، وما زالت الفتوحات تتوالى في سهل الغاب بفضل الله، وتلقى الجيش النصيري هزائم متوالية جعلت طاغية الشام مضطرًّا للاعتراف بها في خطابه الأخير".

وفي خضم مجريات هذه الأحداث، دقت تركيا ناقوسَ خطرٍ يهدد أمنها القومي، يتمثَّل بخوفها من تمدد ميليشيا حزب العمال الكردستاني من تل أبيض إلى عفرين؛ مما يعني قيام دولةٍ كرديةٍ على حدودها الجنوبية، فأعربت عن نيتها إقامة منطقة عازلة في ريف حلب الشمالي تمتد من أعزاز إلى عين العرب (كوباني)، وتشمل بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الخوارج (تنظيم الدولة)، فعزمت الحكومة التركية وقوات التحالف الدولي على قيادة المعركة وتوجيهها ضمن مصالحهم وأولوياتهم الخاصة، وذلك بتأمين غطاء جوي ومدفعي لبعض فصائل المعارضة السورية المشاركة في هذا التحالف كقوات برية".

أنهي البيان بعدد من النصائح أوردتها الجبهة لفصائل الثوار في الشام وهي "بأن لابد لمن يتبنّى من الفصائل القتالَ الشاملَ لجماعة الدولة في هذه المرحلة، أن يبني قراره بعد دراسةٍ استراتيجية كاملة للساحة برمّتها، ودراسة كافة الأعداء في الساحة وخارجها- بما فيهم التنظيم- ويصنّفهم حسب الخطورة والأهمية وأولوية القتال، آخذًا في الاعتبار ضرورات المرحلة والمصالح العليا لأهل الشام في ثورتهم وجهادهم، وأن لا تؤثر عليه في تحديد هذه الأولويات أيةُ جهةٍ أو نظرةٍ خارجية تحرفه عن أولويات الصراع وعن الغايات السامية لأهل الشام وجهادهم المبارك".