عام 2013 هو الموت خنقا، والأكثر فظاعة على الإطلاق من بين سنين الموت الخمس على يد نظام الأسد، ففي ليلة الأربعاء 21 آب من عام 2013، ارتكب نظام الأسد مجزرة مروعة في ريف دمشق بعد أن استهدفها بالأسلحة الكيماوية قتل على إثرها أكثر من 1500 شهيد بينهم عائلات كاملة، فيها أطفال ورضع وشيوخ ونساء من مختلف الأعمار.
وبحسب تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش” فإن هذه الهجمات تمت باستخدام غاز أعصاب، و نقلت المنظمة عن شهود عيان قولهم :”بدأ الهجوم في وقت لم يكن يوجد فيه قتال بين قوات النظام و الثوار في الساعة 2:31 صباحاً، و ذكر ناشطون أنهم شاهدوا 18 صاروخاً أطلقت من منطقة بانوراما حرب تشرين، المتحف الذي تسيطر عليه قوات النظام، ومن مطار المزة العسكري باتجاه بلدات الغوطة الشرقية.
إنتشرت صور الموتى السوريين حينها وملأت الدنيا، وكأن شيء لم يكن على مستوى ردات الفعل الدولية والحقوقية العالمية التي اكتفت بالقلق كما العادة على لسان أمين عام الأمم المتحدة، بينما راحت الولايات المتحدة الأمريكية تعقد صفقتها التاريخية على حساب أرواح السوريين مع أقذر نظام عرفته البشرية.
تمت الصفقة بنجاح، وعلى إثرها تم تخليص نظام الأسد من سلاحه الكيماوي، وتم طوي الملف بشهدائه ومصابيه وآلامه، وقيدت الجريمة ضد ضمير غائب حاضر ولا يزال في أذهان السوريين وفي يومياتهم الدموية.
لا يزال المجرم طليقاً حتى اللحظة ولا تزال المبادرات الدولية مجرد محاولات غير جادة ليتم تمرير الكثير من المصالح على ظهرها.
داعش تحتفل على طريقتها في ذكرى المجزرة وفي العام 2015، حيث قصف التنظيم مدينة مارع بريف حلب الشمالي بالغازات السامة، غاز الخردل تحديداً، ليقع العشرات بين مصاب ومختنق , بينما فر الآلاف من بيوتهم التي تعرضت في ذكرى المجزرة لأكثر من 70 قذيفة متفجرة ألقاها التنظيم على المدينة الآهلة بالسكان .
ترى ماهي الصفقة التي تنتظر التظيم؟ هل ستدفع الولايات المتحدة كي مون للقلق وفيما بعد تعقد صفقتها التاريخية الأخرى على حساب الضحايا السوريين مع التنظيم ؟!
ربما تطلق الولايات المتحدة الأمريكية عبر تحالفها يد داعش في حلب وتسلمها باقي المناطق المحررة، وترسل إشارات ضمنية في الاتفاق لتقضي داعش على الثورة والثوار أو ما تبقى من حلم.