هناك في قلب الريف المنسي من قبل نظام الأسد, خلق العسكر البعثيين مطارهم المشؤوم وعلى مقربة من أفقر بلدات ريفي حلب وادلب في الشرق كان مطار أبو ضهور العسكري أبرز الثكنات العسكرية التي قتلت وشردت آلاف العائلات السورية على مدى أعوام الثورة.
يتجاوز عدد سكان بلدة أبو ضهور العشرين ألفاً ويتبع لها خمسون بلدة ومزرعة, وفيها تمر سكة قطار الحجاز القادمة من حلب نحو دمشق, ولعل وجود مطار أبو ضهور العسكري بالقرب منها جعلها محط أنظار العلويين الذين شوهوا من قيم البلدة واستغلوا أهلها على مدى عقود.
غالبية سكان تلك المناطق من البدو السوريين الذين استقروا في تجمعات سكنية, مارسوا الزراعة ورعي الأغنام وتوجهوا في العشر سنوات الأخيرة إلى تغيير جذري في نمط العمران الذي كان سائدا في المنطقة فبدأنا نرى بيوتاً حجرية مستمدين الإسمنت المسلح بعد أن كانت المواد الأساسية في البناء هي الطين والخشب والقباب.
اليوم وبعد أن حرر الثوار مطار أبو ضهور عادت الحياة من جديد وبدء أهل تلك المناطق يتنفسون الصعداء بعد أن كبلتهم آلة الأسد العسكرية طيلت الفترة الماضية مستهدفة كل متحرك في محيط المطار وغالب قرى أبو ضهور تحيط به ولا تبعد عنه سوى كيلو مترات معدودة.
وأضحى ريفي حلب وادلب متصلين بمناطق شاسعة, من الريف الجميل الذي لطالما اخترقه نهر قويق وكان فيه نهاية رحلته الطويلة, ولا ينسى سكان تلك المناطق ما فعل نظام الأسد الذي حول مجرور حلب ليحط رحاله هناك في أراضيهم ليعيشوا في غابة من الروائح الكريهة والحشرات المتنوعة التي أرقتهم طويلاً.
عاد مطار أبو ضهور لأهله الحقيقيين, ثوار سورية وتحررت باقي المناطق المحيطة به من سطوة المجرمين المتمركزين في داخله, كما ثأر الثوار لشهداء تلك المناطق وقتلوا العشرات خلال المعركة الأخيرة معركة التحرير وتطهير الأرض من دنس الغرباء.