لا يمل المسؤولون الأتراك من الدعوة إلى إقامة منطقة أمنة في الشمال السوري، والمتابع للمشهد وشكل التصريحات الدورية التي تأتي على لسان مسؤولين أتراك أنها أشبه ما تكون بالتملق الدبلوماسي ما يعني أن الأمر فعلا خارج عن سيطرت الحكومة التركية ولا تملك هي القرار الفعلي بشأن إنشاء مناطق أمنة في سورية.
وفي كل مناسبة أصبحنا نتوقع ظهور أحد المسؤولين الاتراك إلى وسائل الإعلام ليصرح بضرورة إقامة منطقة أمنة أو ما يشبهها مستغلا في ذلك الظرف الدولي المتأزم بشأن اللاجئين السوريين الذين باتوا يتدفقون بالآلاف يومياً إلى دول أوربا وتركيا.
في الشأن ذاته أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، اليوم الأحد، على ضرورة إقامة منطقة آمنة في شمالي سوريا لتجنُّب تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وقال أوغلو "إن إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا اقتراح دعت إليه تركيا منذ فترة طويلة، ولكن لم يحصل على تأييد دولي يُذكر، وهو أمر ضروري بشدة لوقف تدفق اللاجئين".
وأضاف "نحن ناقشنا مع ميركل المستشارة الألمانية بشكل موسَّع التطوراتِ الأخيرة في سوريا، وعبَّرنا عن موقف مشترك بشأن دعوة جميع الدول المعنية إلى التصرف بمسؤولية، بحيث لا تنحو التطورات في سوريا منحى سلبيًّا"، وأشاد رئيس الوزراء التركي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في إستنبول التركية بموقف ميركل الذي وصفه بالشجاع حيال أزمة اللاجئين، قائلًا: "بينما كان العديد من قادة الدول الأوروبية يقولون بضرورة ترحيل اللاجئين، اتخذت هي موقفًا إنسانيًّا للغاية".
لا يريد الأتراك أن يستسلموا ربما لبرود السياسة الأمريكية فيما يخص الثورة السورية ومعاناة ملايين السوريين، وهم يسعون بكل ما أتوا من قوة ونفوذ إلى إقامة مناطق أمنة شمال سورية ولعلها الخطوة الضرورية من وجهة نظرهم تحديداً بعد التوقعات التي تشير إلى استمرار الوضع كما هو عليه حتى إشعار أخر.