ليس بضابط عادي من ضباط الحرس الثوري الإيراني، بل الأب الروحي للواء القدس والحرس الثوري وحشد الميليشيات التي تقاتل في الشرق الأوسط في اليمن وسوريا ولبنان والعراق وأولئك الإرهابيون حول العالم أيضاً يستمدون منه دمويته ويستلهمون من شخصيته الكثير من فنون وأساليب الموت القذرة، إنه قاسم سليماني.
أشيع مؤخراً أن الرجل قتل في ريف حلب الجنوبي بعد أيام من ظهروه بين عناصر الميليشيات في بلدة الحاضر التي تم احتلالها هي وبلدة العيس، بينما رجح آخرون أنه أصيب فعلا بإصابة بالغة.
من ناحيتها أكدت المعارضة الإيرانية في المنفى اليوم أن قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني أصيب خلال اشتباكات وقعت أخيراً في سورية بجروح خطرة وليس بجروح طفيفة كما كانت مصادر سورية أفادت سابقاً، وقال "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" في بيان إنه حصل على معلومات "من داخل الحرس الثوري" تفيد بأن الجنرال سليماني "أصيب بجروح خطرة في رأسه من جراء شظايا قذيفة قبل أسبوعين جنوبي حلب".
وأضاف أن "الجيش السوري الحر استهدف سيارة قاسم سليماني الذي كان في المكان للإشراف على عمليات الحرس الثوري والقوات شبه العسكرية الموضوعة في تصرفه، مما أسفر عن إصابته"، وبحسب البيان فإن سليماني نقل على الإثر بطوافة إلى دمشق ومنها إلى طهران حيث أدخل "مستشفى بقية الله التابع للحرس الثوري الإيراني".
وأوضح المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن سليماني "خضع حتى اليوم لما لا يقل عن عمليتين جراحيتين كبيرتين وحاله حرجة جداً والزيارات ممنوعة عنه"، وبحسب مصدر أمني سوري ميداني فإن سليماني "أصيب بجروح قبل أيام عدة في هجوم مضاد في جنوب غرب حلب" شنته الفصائل المقاتلة.
غير ان وكالة الانباء الايرانية الرسمية "إرنا" نقلت الأربعاء عن المتحدث باسم الحرس الثوري العميد رمضان شريف نفيه "مزاعم روّجت لها بعض وسائل الإعلام تقول بأن قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني قد أصيب في سورية"، واصفاً إياها بـ "الاكاذيب".
على الرغم من النفي الإيراني الرسمي يبدو أن سليماني خبا نجمه ولم يعد ذلك القائد الملهم وربما سيقعده المرض بقية أيامه بينما الميليشيات مهددة بالتفكك والانهيار بسبب فقدانها الرجل الأول فيها ومخططها الاستراتيجي الذي أنشئها جميعاً.