ميليشيا حزب الله اللبناني هي الفاعل الرئيس في الكارثة الإنسانية التي تتعاظم يومياً مع استمرار الحصار المفروض على بلدة مضايا بريف دمشق، حيث يموت السكان هناك جوعاً، دون أي تغير يذكر على الواقع المعاش على الرغم من المناشدات المحلية والعربية.
وتفرض الميليشيا بأمر من الأسد حصاراً خانقاً على البلدة الصغيرة التي يعيش فيها الآن ما لا يقل عن 40 ألف نسمة، تحولت أجسادهم إلى ما يشبه الهياكل العظمية، بسبب منع الغذاء عنهم وتشير المصادر الميدانية من هناك إلى دور ميليشيا حزب الله اللبناني باستغلال مأساة المحاصرين في مضايا، يسعون لتحقيق مكاسب مادية من تجويع السكان، حيث قام كثير من السوريين المحاصرين بالذهاب بسياراتهم إلى هذه الحواجز واستبدال سياراتهم ببضع كيلوغرامات من الطعام مثلاً، حتى إن سعر كيلو الرز أو كيلو البرغل تجاوز أرقاما خيالية، فأصبح يتراوح ما بين 200 إلى 300 دولار على هذه الحواجز التابعة للنظام وحزب الله. وبات المحاصرون يتندرون بهذه المسألة حين طالبوا أن تُدرج هذه الأسعار في كتاب غينيس للأرقام القياسية.
بلدة مضايا تخلو من وجود كتائب عسكرية تابعة للثوار ومنظمة كما هي في حلب والقلمون وغيرها من المدن الثائرة ضد النظام، وإتباع أسلوب تجويع بلدة مضايا حتى الموت عبر فرض حصار مميت عليها بُعيد صيف عام 2015، هو اسلوب جديد للسيطرة على البلدة المحررة وتركيع أهلها. ويتراوح عدد المحاصرين في مضايا بين 40 إلى 45 ألف شخص، نصفهم من البلدة، والآخرين نزحوا إليها من بقين، والغوطة، والمعضمية، والغالبية من المنطقة الشرقية لمدينة الزبداني، هجروا قسرياً على يد قوات النظام وميليشيا "حزب الله" اللبناني.