لم يترك نظام الأسد وسيلة إلا وأتبعها لإفشال مباحثات جنيف، برغم الضغوط الدولية التي قيل إنها مختلفة هذه المرة، والتي تهدف كما قيل على لسان راعي "الهدنة" الروس والأمريكيين إلى وقف نزيف الدماء السورية.
لا توجد علامات تشير إلى توصل قريب لاتفاق مع نظام الأسد الذي لطالما تهرب من التزاماته، ولا مؤشرات جدية تجعل المفاوضات سلسة في ظل القصف المتكرر والخروقات هنا وهناك على الأرض السورية من قبل الأسد وميليشياته، وكان آخرها وأكثرها فظاعة في دير العصافير التي تقصف بمزيد من الصواريخ الحربية برغم المجزرة.
من جانبه، قال رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للتفاوض، إنه غير متفائل بشأن محادثات السلام في جنيف؛ لعدم وجود إرادة دولية للانتقال السياسي في سوريا، وأضاف حجاب "نحن لا نتوقع أن تنتج العملية التفاوضية أي شيء، وذهبنا إلى جنيف لفضح النظام وداعميه"، مشيراً إلى أن "الحرب لن تتوقف مع بقاء الأسد في السلطة، ومع غياب قرارات دولية ملزمة".
وأوضح حجاب "ندرك تماماً عدم وجود إرداة دولية لفرض انتقال سياسي في سوريا، والمجتمع الدولي عاجز عن إدخال مواد غذائية، فهل يمكنه فرض حل سياسي، وأكد رياض حجاب أن الهيئة العليا للمفاوضات لن تناقش مسألة كتابة دستور جديد؛ لأنها مهمة منوطة بهيئة الحكم الانتقالي، ولن يتم في جنيف إلا مناقشة هيئة الحكم الانتقالي كاملة السلطات.
وأشار حجاب إلى أن "هناك سباق بين الروس والأمريكيين للوصول لمحافظة الرقة أولاً؛ فروسيا تدعم الأسد ليحارب داعش، بينما تدعم واشنطن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي لذات الغرض، في حين أن فصائل الجيش الحر تقاتل داعش في أكثر من جبهة ولا يقدم لها أي دعم".
اليوم وبعد فترتين من الهدنة المبرمة برعاية أمريكية روسية، أصبحت مجرد ماض، فعلى رعاة وداعمي الأسد أن يفكروا ملياً أن لا مجال لبقائه، ولا مجال لتسويات تمنع محاكمته ومعاقبة مجرمي الحرب حوله، ولن يكون هناك سلام في سوريا طالما بقي الأسد وميليشياته على الأرض السورية.