حسمت كل من ألمانيا وتركيا موقفهما من انتخابات نظام الأسد الرئاسية، ومنعتا إقامتها على أراضيهما، بعد أن أعد النظام عدته وجهز سفاراته لإيهام العالم بـ”العرس الديمقراطي” أو “الاستحقاق الوطني” كما تسميه أبواقه الإعلامية.
“الانتخابات” التي يزمع النظام إقامتها تأتي في وقت تشكك فيه منظمات حقوقية دولية بنزاهتها، فيما تؤكد واشنطن والدول الغربية إلى جانب دول إقليمية كتركيا عدم الاعتراف بهذه المسرحية التي تغيب عنها البيئة الآمنة والمحايدة، وتصر هذه القوى على ضرورة تنفيذ القرار الدولي 2254 المتعلق بسوريا ليتمكن أكثر من 13 مليون سوري بين نازح ولاجئ من المشاركة.
وقال “أيمن سوسان”، معاون وزير الخارجية في نظام الأسد، امس الأربعاء، إن تركيا وألمانيا منعتا اللاجئين السوريين القاطنين على أراضيهما من المشاركة بـ”الانتخابات الرئاسية”.
فيما قالت سفارة النظام في برلين: “تأسف سفارة الجمهورية العربية السورية في برلين لاضطرارها إلى الاعتذار من أبناء الجالية السورية الكريمة في جمهورية ألمانيا الاتحادية لعدم تمكُّنها من استقبالهم للمشاركة في انتخابات منصب رئيس الجمهورية العربية السورية لعام 2021 بسبب عدم موافقة السلطات الألمانية على إقامة هذه الانتخابات في سفارتنا في برلين”.
وأضافت: “تتقدم السفارة بخالص الشكر والتقدير لكل مَن تواصل معها وعبّر عن رغبته الصادقة والوطنية للمشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري الهامّ” على حد زعمها.
وفي وقت سابق اعتبر وزير الخارجية الألمانية “هايكو ماس” أن إجراء انتخابات رئاسية في سوريا في هذه المرحلة، شيء من الصعب تصوره.
وقال: “لا يسعني سوى أن أشير مجدداً إلى أن جهودنا والجهود الدولية، بما في ذلك تلك التي تُبذل ضمن إطار ما يعرف تحت اسم المجموعة الصغيرة، التي نعمل فيها مع دول أخرى، تهدف في المقام الأول إلى إنهاء الحرب في سوريا”.
فرنسا التي تعارض سياسات نظام الأسد وقادت عشرات الحملات السياسية في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وتؤكد دائما وقوفها إلى جانب الشعب السوري في مطالبه المحقة بالتغيير، انتشرت أنباء داخل أروقتها السياسية تفيد بأن الحكومة حذت خلف جارتها ألمانيا ومنعت إقامة انتخابات النظام على أراضيها، لكن هذه الأنباء لم تأت على لسان أي مسؤول في الخارجية أو الحكومة.
وذكر موقع “العرب في أوروبا” أن مصادر في وزارة الخارجية الفرنسية أفادت بمنع عملية “الانتخابات الرئاسية” في سفارة النظام السوري بباريس، لكن خارجية الأسد وسفارته في العاصمة الفرنسية شددتا على أن “فرنسا وافقت على إقامة “الانتخابات”.
وقال “أيمن سوسان”، معاون وزير الخارجية في حكومة الأسد، أمس الأربعاء، إن “فرنسا وافقت على إقامة الانتخابات الرئاسية”، في حين نشرت سفارة النظام في فرنسا منشورا قالت فيه إن “السفارة ستنظم عملية الانتخابات الرئاسية غدا الخميس”.
وكانت خارجية النظام دعت للمشاركة في الانتخابات، محددة يوم الخميس 20 من أيار موعدا لإجرائها في الخارج ويوم الأربعاء 26 من الشهر ذاته للداخل.
ويرى معارضون لنظام الأسد أن هذه “الانتخابات” ما هي إلا امتداد وتكرار للمسرحيات التي كان النظام يقيمها في عهد “بشار الأسد” الذي ما زال على كرسي الحكم في سوريا منذ عام 2000، وعهد أبيه الذي حكم سوريا منذ عام 1970 وحتى موته عام 2000.
وتأتي الانتخابات في وقت دمرت فيه حرب بشار الأسد غالبية المدن والبلدات السورية، وقتلت أكثر من نصف مليون مدني وشردت أكثر من 13 مليون مواطن، وتسببت بتدمير الاقتصاد وانهيار الليرة.
وحجزت سوريا في عهد بشار الأسد مركزا على ذيل قائمة الدول من ناحية التعليم والأمن والحرية والسعادة ومتقدما في المؤشر المتعلق بالبطالة والفساد والفقر، فالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قال في تصريح إن “9 سوريين من أصل 10 يعيشون في فقر”.
المصدر: زمان الوصل