كشفت صحيفة BILD الألمانية أن الجيش الألماني شحن الآلاف من “علب البيرة والنبيذ” من أفغانستان بدلاً عن إجلاء الأفغان الذين تعاونوا معه.
ووجهت صحيفة “بيلد” انتقادات حادة للحكومة الألمانية بسبب ما سمته “فشلها في إجلاء موظفي الدعم الأفغان” قبل سيطرة حركة طالبان على كابل.
وذكرت الصحيفة أن الجيش الألماني شحن ما يقرب من 65 ألف علبة بيرة و340 زجاجة نبيذ إلى ألمانيا أثناء استكمال انسحاب قواته من أفغانستان في نهاية يونيو حزيران.
لكن وبحسب الصحيفة فإن “المئات من الموظفين الأفغان وأفراد أسرهم لم يحصلوا على تأشيرة ولم يتم إجلاؤهم على الفور”، على الرغم من تقدم طالبان في جميع أنحاء البلاد.
وقالت الصحيفة إن طائرة تابعة لقوات الجو الألمانية غادرت مطار كابل، ولم تقل سوى 7 ركاب، مما أثار حالة من السخرية.
وقالت الصحيفة إن الجيش فضَّل شحن ما يقرب من 65 ألف علبة بيرة و340 زجاجة نبيذ إلى ألمانيا، على ترحيل مئات الأفغان المتعاونين مع ألمانيا.
واستنكرت الصحيفة موقف الحكومة الألمانية من “أولئك الذين عملوا لسنوات عديدة لفائدة ألمانيا وخاطروا بحياتهم من أجلها”، مشيرة إلى أن “قيمتهم على ما يبدو أقل من عُلب الجعة” حسبما وصفت.
فشل في حماية المتعاونين
من ناحية أخرى اتهم مرشح تحالف المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل (أرمين لاشيت) وزير الخارجية هايكو ماس بالفشل في حماية الموظفين المحليين الأفغان الذين عاونوا الجيش الألماني ومنظمات ألمانية.
وقال في تصريحات لصحيفة محلية اليوم السبت إن وزارة الخارجية رفضت في يونيو/حزيران الماضي إيواء الموظفين المحليين الذين مر على عملهم مع الهيئات الألمانية أكثر من عامين”.
وأوضح أن الوزير المسؤول فشل وأنه كان يجب التصدي لهذا بصورة أكبر، إذ كان بمقدور وزارة الخارجية أن تعتني بصورة أفضل بالموظفين المحليين منذ أبريل/نيسان الماضي.
كانت ممثلة لوزارة الخارجية أعلنت أمام نواب في البرلمان في الخامس من مايو/أيار الماضي بعد أيام قليلة من بدء الانسحاب الرسمي للقوات الدولية من أفغانستان، والالتزام بحماية الموظفين المحليين. لكنها قالت في الوقت نفسه إنه لا ينبغي البعث بإشارة تفيد بأن الوضع الأمني يجعل من الضروري مغادرة البلاد.
وفيما يتعلق باحتمال توسيع نطاق القواعد الخاصة بالموظفين المحليين التابعين للجيش الألماني ولمنظمات أخرى، قال ماس في يونيو/حزيران الماضي” سيبدو الأمر كأنه خروج جماعي من أفغانستان”.
ورفض البرلمان في الثالث والعشرين من حزيران/يونيو الماضي طلبا لحزب (الخضر) لعملية إيواء سخية للموظفين المحليين الأفغان، وجاء الرفض مدعوما بأصوات حزب ميركل وأحزاب أخرى.
وشكا العديد من الموظفين المحليين في الثلاثين من يونيو/حزيران وبعد يوم واحد من انسحاب الجيش الألماني من تركهم في “موقف ملتبس”.
وردت متحدثة باسم وزارة الدفاع بأنه سيتم العمل على مساعدة هؤلاء الموظفين للوصول إلى أماكن آمنة في أفغانستان تحت إشراف وزارة الخارجية.
ورطة أمريكة
وقد أوقع السقوط المفاجئ لكابول في قبضة حركة طالبان وسيطرتها على أفغانستان بالكامل تقريباً، الدول الأجنبية، خصوصاً أمريكا، في ورطة، بسبب المتعاونين الأفغان الذين عملوا إلى جانب قوات التحالف طيلة 20 عاماً من الحرب التي خاضتها واشنطن منذ 2001.
وعلى مدى الأسبوع الحالي، نقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً للوضع الكارثي في مطار كابول الدولي، حيث يحاول آلاف الأفغان الهروب من بلادهم، وبينما نجح البعض في حجز مكان له على متن الطائرات العسكرية الأمريكية أو غيرها، تسببت محاولة البعض في الفرار بموتهم أو عودتهم خائبين.
وكالات