لكواكب النظام الشمسي خصائص تميزها عن بعضها، منها ما ينفرد به زحل بالذات، وهي حلقات أنيقة المظهر، تحيط به ويبدو معها غريبا وساحرا.
إلا أنها لن تدوم إلى الأبد، فقد اتضح لعلماء NASA أنها تفقد في كل لحظة شيئا من هياكلها المكونة من كتل جليدية مختلفة الأحجام، بسبب أشعة الشمس، كما بسبب نيازك دقيقة ترتطم بها وتفكك نسيجها، فيما استعادت الذاكرة فيديو، نعرضه أدناه، وفيه يظهر “أجمل كواكب المجموعة الشمسية” وهو يشرق على قمر الأرض في مشهد فلكي مهيب.
موقف لحظة
الفيديو، ومدته 34 ثانية، بثه الاثنين حساب @WonderofScience في تويتر، ولفت انتباه العالم الفلكي الأميركي Jan Koet المالك قناة “يوتيوبية” ذكر فيها أمس الأول أن ما حدث كان في 22 مايو 2007 عبر ظاهرة معروفة للعلماء باسم Occultation أو “الاحتجاب” المشير إلى جرم في الفضاء حجب جرما آخر، وكانت الظاهرة باسم Lunar Occultation ذلك اليوم، حيث اعترض القمر رؤية راصد بالتلسكوب على الأرض، وحجب زحل عن عينيه.
بعدها انتظر الراصد وقتا، حتى ابتعد القمر أثناء دورانه، وعاد الكوكب للظهور ثانية في مشهد انبهرت به وسائل إعلام عالمية اهتمت بالفيديو أمس واليوم، أكثر من اهتمامها بالدراسة العلمية نفسها، مع أنه قديم من 5 سنوات.
ثم شرح “كويت” بطريقة معقدة على غير المتخصصين، كيف تمت معالجة اللقطة “لدفع سطوع زحل الخافت ليطابق سطوع القمر” أي تخفيف منتج الفيديو لسطوع ضوء القمر، بحيث يظهر زحل واضحا أكثر.
أما المعلومات عن خسارة الكوكب لحلقاته، فظهرت في دراسة علمية نشرتها قبل شهر مجلة أميركية مستمرة منذ 1857 بالصدور، هي The Atlantic الثقافية العلمية، لكن الاهتمام بها ظهر بعد الاهتمام قبل يومين بالفيديو، وفيها أن النيازك والأشعة الشمسية “تكهرب” المادة المتلبدة في الحلقات وتفكك جسيماتها كل لحظة.
ومع الوقت يندمج المفكك منها بالمجال المغناطيسي للكوكب، فتبدأ الجسيمات المفككة بالدوران، وهو ما يجعلها تتبخر عندما تسحبها الجاذبية إلى الداخل بعد اقترابها من الجزء العلوي لغلاف الكوكب الجوي، في ظاهرة يسميها العلماء “مطر الحلقات” خاصة فقط بزحل الذي اقترب البشر في 1610 من حلقاته لأول مرة، عبر منظار اخترعه الفلكي الإيطالي Galileo Galilei الراحل في 1642 بعمر 77 سنة.
متى تلفظ آخر حلقة أنفاسها؟
وحدث الاقتراب البشري الثاني من حلقات زحل، عبر مسبارين أطلقتهما “ناسا” باسمVoyager 1و2 في السبعينات، وفقا لما ألمت به “العربية.نت” من سيرتهما الوارد فيها أنهما اكتشفا في 1980 والذي بعده، عمر الحلقات بأنه بين 10 إلى 100 مليون عام، وأكد اكتشافهما مسبار Cassini الذي أطلقته “ناسا” في 1979 وأمضى 13 سنة يدور حول الكوكب ويدرسه.
كما أكد “كاسيني” أيضا ما اكتشفه المسباران، عن اختفاء بطيء يحدث للحلقات وكثافتها، ناتج عن تسرب للمواد التي تكونها، وأن الحلقات قد لا يعد لها وجود بعد 100 مليون عام، بحسب الفيديو المعروض أعلاه، واكتشف أن عددها هو 500 إلى 1000 حلقة، بعرض يعادل المسافة بين الأرض والقمر، أي 400 ألف كيلومتر للواحدة المكونة عادة من جزيئات، معدل حجم الجزيء الواحد كما حجم حافلة مكونة من كرات جليدية متلبدة، أو صخور مغطاة بجليد.
وتدور الحلقات حول زحل الذي ظهر إلى الوجود قبل 4 مليارات عام كالسادس حجما بالنظام الشمسي، كأي قمر صناعي أو طبيعي. أما صخورها الجليدية فلا تسقط إلى سطحه، كما النيزك أو أي غبار نجمي آخر، لأنها في توازن مثالي بين قوة الجاذبية وقوة الطرد المركزي للكوكب، حيث يدفعها الطرد إلى الفضاء حين تميل إلى السقوط بفعل الجاذبية، ويبقيها في توازن وسطي، لا تقترب ولا تبتعد عن الكوكب.
المصدر: العربية