من وكالة الأناضول التركية مروراً بأكثر من وسيلة إعلامية وصولاً إلى أخر ما نشرته زمان الوصل من 2000 صورة لشهداء كانوا معتقلين في شتى الأفرع الأمنية في سورية، تظهر وحشية لا سابق لها ويمكن اعتبارها جريمة القرن الأكثر فظاعة ومقارنتها بالمجازر التي ارتكبت في القرن الماضي في الحربين العالمية الأولى والثانية.
آلاف الصور لمعتقلين قضوا في سجون الأسد تعذيباً بشتى أنواعه سربها موظف سابق يعمل على توثيق المعتقلين المتوفين الذين كانوا ينقلون إلى مشفى 601 في المزة العسكري، والذي يقع في الحي الدمشقي الذي تقطنه الغالبية العلوية بدمشق وكبار ضباط الأسد في الجيش والشرطة.
وبحسب شهادة أحد جنود الأسد المنشقين مؤخراً تكلم عن تفاصيل الطريقة الوحشية التي كانوا ينفذونها في مراحل جريمتهم كلها من ساعة وصول الجثث إلى المقر المركزي في مشفى المزة إلى أن يتم ترحيلها إلى مثواها الأخير في مقابر جماعية.
وبحسب إفادته "كانت ثلاجات المشفى لا تتسع للأعداد الهائلة من الجثث، وأصبحوا يضعونها في كراج المشفى، لتبقى لأيام عدة وربما تعرضت لها الجرذان والكلاب نهشاً"، ويضيف بأن" 90 بالمئة من الشهداء تظهر عليهم علامات التعذيب، صعقاً بالكهرباء وبآلات حادة، وعلى أجسادهم أثار كدمات وحروق وبثور تنزف".
سارع الكثير من السوريين تباعاً إلى البحث بين الصور المسربة عن صور معتقليهم الذين لم يروهم طيلة سنوات الثورة، علهم يعرفون مصيرهم إن كانوا قد قضوا أم لا يزالون على قيد التعذيب، فيما يستمر الصمت الدولي بكل منظماته الحقوقية والأمنية على جرائم الأسد المستمرة، ويبقى الشعب السوري المكلوم يدفع يومياً ضريبة التخاذل العالمي.