يكاد تقدم داعش في البادية السورية على حساب قوات الأسد أن يكون جنونياً , لولا الظروف والمطامع التي تبرر كل هذا التكالب للتنظيم، وربما قلنا أنها مؤامرة قد حيكت فصولها مع الأسد وأجهزته الإستخباراتية، لكن المنطق يقول لا مصلحة للأسد المفلس بخسارة ما تبقى من موارده بالأخص في وضعه المالي الحرج خلال هذه الفترة.
بعد معاركه العنيفة على مشارف تدمر ومستودعات الذخيرة ومطار التيفور وحقول الغاز في السخنة ها هو التنظيم يعلن رسمياً عن سيطرته الكاملة على حقل الهيل النفطي الواقع على طريق تدمر السخنة، والذي يعتبر من الحقول الشابة التي تم إكتشافها حديثاً وتنتج مشتقات جيدة وتتعدد إستخداماتها.
من جانبه طيران الأسد لم يبقي ولم يذر , فقد شن عشرات الغارات الجوية على مواقع التنظيم والقرى والبلدات التي سيطر عليها مؤخراً، ومنها أحياء في مدينة تدمر نفسها، و زج الأسد بأعداد كبيرة من مقاتليه، وتقول مصادر أن مليشياته المسلحة من الطائفة العلوية رفضت التوجه إلى معارك بادية حمص التي تعتبرها محرقة، مما دعا الأسد تغطية النقص بمقاتلين من السنة ساقهم بشكل قسري كخدمة إحتياط من مدن حماة ودمشق وحلب.