نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا لتوم بارفيت وويل بافيا، حول تكثيف الوجود العسكري الروسي في سوريا، قالا فيه إن روسيا أرسلت ستة من أكثر طائراتها المقاتلة تطورا إلى سوريا؛ وذلك لترجيح كفة الحرب لصالح الأسد.
وتقول "التايمز" إنه بعد أن قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يجب تنحية الأسد في اجتماع ساده البرود في نيويورك، شوهد عدد من طائرات "إس يو-34 فولباكس" في قاعدة اللاذقية الجوية.
ويرجح التقرير أن تكون الطائرات الست قد طارت من فوق بحر قزوين ثم إيران ثم العراق حتى وصلت إلى سوريا. وقد سجل موقع "فلايترادار 24"، الذي يرصد حركة الطيران، طائرة عسكرية روسية "تي يو 154" تسلك ذلك المسار يوم الاثنين، أي في اليوم ذاته الذي التقى فيه بوتين بأوباما في نيويورك، وطالب بتحالف ضد تنظيم الدولة، على شاكلة التحالف ضد هتلر، خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويذكر الكاتبان أنه قد تكون طائرة "تي يو 154" ترافق الطائرات الست من طراز "إس يو 34"، حيث تم تصويرها من المدونين لدى وصولها إلى المطار، بحسب موقع (ذي إيفييشانيست).
وتبين الصحيفة أن تكثيف التواجد العسكري الروسي في سوريا أقلق واشنطن، فهو يشير إلى رغبة روسيا في دعم نظام الأسد، بينما تصر أمريكا على خروجه. وقال بوتين في الأمم المتحدة إن روسيا على استعداد للانضمام للتحالف ضد تنظيم الدولة، ولكن المسؤولين اقترحوا هيكلا مختلفا للقيادة، حيث يتم توجيه الطائرات الروسية مباشرة من الكرملين.
وينقل التقرير عن ناشط سوري في اللاذقية قوله إنه يعتقد أن أربع طائرات من طراز "إس يو 34"، وصلت في 28 أيلول/ سبتمبر، واثنتين وصلتا يوم أمس. وأضاف الناشط، الذي يطلق على نفسه اسم مجدي أبو ريان: "الحركة في المطار لا تتوقف، فهناك طائرات حربية وطوافات تقلع وتحط (الوقت كله)".
وتابع الناشط للصحيفة قائلا: "لا يسمح بالاقتراب من المطار، وحتى للضباط والجنود السوريين. الإدارة روسية 100%، ما عدا بعض الرتب السورية العالية والخبراء الذين يصاحبون الروس أحيانا إلى المطار".
ويورد الكاتبان أن صور الأقمار الصناعية، التي نشرتها أمريكا هذا الشهر، أظهرت أنه وصل إلى اللاذقية ما لا يقل عن 28 طائرة عسكرية روسية، 12 من نوع "إس يو 25 فنسر"، و 12 "إس يو 25 فروغفوت" طائرات هجوم أرضي، وأربع طائرات "إس يو 30 إس إم".
وتنقل الصحيفة عن خبير الطيران العسكري لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية دوغلاس باري، قوله إنه لا يستطيع تأكيد وصول طائرات "إس يو 34" إلى اللاذقية، مستدركا بأن "التطور يجعل من طائرات القتال جو أرض بعيدة المدى، وتستطيع حمل بعض أحدث الصواريخ الروسية. فإن كانت الفكرة ضرب مقرات تنظيم الدولة أو ضرب مخازن الأسلحة الخاصة به، ستسمح لك هذه الطائرة بذلك".
وأضاف باري أنه لا بد من استخدام الطواقم الروسية لتشغيل طائرات "إس يو 34" و"إس يو 30 إس إم" المتطورة؛ لأن الجيش السوري لم يتدرب عليها.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن بوتين قال يوم الاثنين، بعد مقابلته لأوباما، إنه لم يستبعد فكرة القيام بغارات جوية ضد تنظيم الدولة.
وتورد الصحيفة أن الجنرال يوري ياكوبوف وهو ضابط كبير في وزارة الدفاع الروسية، قال إنه "من المهم توسيع تحالف محاربة تنظيم الدولة، إنه ليس بأقل أهمية من إمداد الموالين للحكومة السورية. وبشكل رئيسي الجيش السوري والمليشيا الكردية وغيرهما من مؤيدي الرئيس الأسد".
ويلفت الكاتبان إلى أنه بينما تسعى روسيا لأخذ زمام المبادرة بخصوص سوريا في الأمم المتحدة، فقد حاول الرئيس أوباما تشكيل تحالف واسع ضد تنظيم الدولة. وقال إن اجتماعه أمس تضمن "ما يزيد على 100 دولة". وأضاف أوباما أن حملة منسقة لحوالي عشرين دولة نجحت في دحر تنظيم الدولة في العراق، وفي "أجزاء كبيرة من شمال شرق سوريا، ما جعل معقله في الرقة يقع تحت ضغط شديد".
وينوه التقرير إلى أن أوباما قال إنه تم "قطع تنظيم الدولة عن المنطقة الحدودية المحاذية لتركيا، وهذه خطوة مهمة لقطع خط إمداد التنظيم بالمقاتلين الأجانب". مشيرا إلى أنه تحدث عن حملة الإنترنت في الإمارات ضد تنظيم الدولة، وأهمية العمل مع المعتدلين والمنشقين عن التنظيم.
وتذكر الصحيفة أنه في إشارة للقائه ببوتين ليلة الاثنين، قال أوباما: "نحن مستعدون للعمل مع الدول جميعها، بما في ذلك روسيا وإيران، لإيجاد آلية سياسية، بحيث يمكن البدء بعملية انتقالية".
وقال الجنرال ياكوبوف إن "الهيكلية التنسيقية" للهجوم على تنظيم الدولة يجب أن تقوم على أساس مركز المعلومات في بغداد، الذي تسعى روسيا وإيران والعراق وسوريا إلى إقامته لتبادل المعلومات حول الإرهابيين.
وينقل الكاتبان عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن روسيا على استعداد للانضمام إلى الحرب الجوية ضد تنظيم الدولة، ولكن "ليس تحت قيادة واحدة". وأضاف لافروف: "اقترحنا على الولايات المتحدة وحلف أمريكا أن يساعدونا بالاتفاق على عمليات، والمساعدة في تنسيق الضربات التي ينوون القيام بها، وأنشطة القوات البرية".
ويكشف التقرير عن أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أشار إلى أنه رغم الحديث عن التعاون، إلا أن أمريكا وروسيا لا تزالان بعيدتين البعد كله عن بعضهما في السياسة تجاه سوريا.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن كاميرون قال لشبكة "سي بي إس" الأمريكية: "ما قالته أمريكا وما أتفق معه شخصيا، هو أننا بحاجة إلى عملية انتقالية، ولكن الواضح أنه بعد تلك الفترة لا يمكن للأسد أن يبقى زعيما لسوريا". وأضاف أنه على أوروبا وأمريكا تحتاجان إلى إقناع بوتين والإيرانيين بأن "سوريا جديدة بزعيم آخر لن تكون بالضرورة ضد مصالحهم".