وكالة شهبا برس:
لم تبدء العملية العسكرية في ادلب والتي أعلن عنها الرئيس التركي، أردوغان، في تصريحاته خلال اليومين الماضيين، وكالة الأناضول الرسمية وفي تقرير لها، حاولت توضيح مهمة الجيش التركي في إدلب، والتي ستكون تحقيق استدامة لوقف إطلاق النار بين مختلف الأطراف، ولهذا الغرض ستشكل وحدات الجيش التركي عدة نقاط تفتيش ومراقبة في المحافظة.
وأشارت الوكالة، بحسب مصادر عسكرية ودبلوماسية، إلى أن تحركات عناصر الجيش التركي لن تكون على شاكلة عملية عسكرية، بل انتشار ، كما أن خوض اشتباكات مع قوات الاسد أو عناصر محلية خلال الانتشار أو في أعقابه أمر غير مستهدف، وأوضح التقرير أن الجيش التركي سيقيم عدة نقاط تفتيش ومراقبة في مدينة إدلب بهدف ضمان استمرار الهدنة في منطقة تخفيف التوتر المتفق عليها بين أنقرة وموسكو وطهران في مفاوضات أستانا.
وواصل الجيش التركي، تحركاته العسكرية بقضاء ريحانلي التابع لولاية هاتاي المتاخم للحدود السورية، في إطار استعداداته لدخول محافظة إدلب ضمن اتفاق مناطق خفص التوتر، بينما يتجمع المئات من مقاتلي الجيش الحر المنضوين تحت غرفة عمليات درع الفرات والذين قدموا من ريف حلب الشمالي في معسكرات مقابل الحدود مع ادلب.
من جانب آخر، تسببت تصريحات الرئيس التركي عن وجود دعم جوي روسي للتحركات التركية في إدلب، باثارة جدل وساع، وراح الأطراف بين نافي للتصريح، وبين مؤكد، وقال أردوغان للصحفيين بعد خطابه الذي كشف فيه عن بدء العملية العسكرية، بحسب قناة “NTV” التركية، إن سلاح الجو الروسي سيقدم الدعم للجيش الحر في عملية إدلب في حين سيقدم الجيش التركي الدعم البري داخل الحدود.
وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت دعمها للتحركات التركية الرامية لحماية وقف إطلاق النار في إدلب ضمن اتفاق مناطق خفض التوتر، وقال المتحدث باسم البنتاغون لشؤون الشرق الأوسط، إريك باهون إننا ندعم جهود تركيا حليفتنا بحلف شمال الأطلسي في مكافحة الإرهاب، ومساعيها الرامية لحماية حدودها.
هيئة تحرير الشام، وعبر بيان أصدرته السبت، هددت كل الفصائل في حال أقدمت على البدء بعملية عسكرية في محافظة إدلب، وقالت إنها ستتصدى لهم، وأن إدلب لن تكون نزهة لهم.
وهاجمت الهيئة في بيانها فصائل درع الفرات وقالت لتعلم فصائل الخيانة التي وقفت بجانب المحتل الروسي أن إدلب ليست نزهة لهم، وإن “آساد الجهاد والاستشهاد” لهم بالمرصاد، “فمن أراد أن تثكله أمه وييتم أطفاله وتُرمل امرأته فليطأها بقدميه”، والخبر ما ترون لا ما تسمعون بحسب البيان. لكن في الوقت نفس لم يتطرق بيان الهيئة للدخول التركي بأي كلمة، ربما يؤكد ذلك التفاهم بين تركيا والهيئة على الدخول.
وظهر الأحد قال مراسل شهبا برس في ريف حلب الغربي إن وفد عسكري تركي، دخل من معبر أطمة الحدودي وعبر باتجاه مدينة دارة عزة، بريف حلب الغربي، برفقة رتل من هيئة تحرير الشام، وقال المراسل ان مهمة الوفد كانت اصطلاعية لتحديد اماكن ونقاط انتشار القوات التركية وقوات الجيش الحر في محيط عفرين الخاضة لسيطرة ميليشيات قسد الإرهابية.
التحركات التركية في ريف حلب الغربي، بالقرب من منطقة عفرين، على الحد الفاصل بين محافظتي حلب وإدلب، مفاجأة، ودعت الكثيرين لتوقع نشوب معركة ضد عفرين بدلاً من ادلب التي من المحتمل أن يتم تسليمها بدون قتال، فالوصول إلى دارة عزة الواقعة على الطريق بين عفرين وإدلب، واستكشاف إمكانية نشر نقاط مراقبة هناك بين مناطق سيطرة ميليشيا وحدات الحماية الكردية من طرف، وسيطرة هيئة تحرير الشام من طرف آخر، يثير تساؤلات عن حدود العملية التركية واحتمال توسيعها لتشمل مناطق سيطرة ميليشيا YPG في عفرين وما حولها.